الخميس، 8 فبراير 2018

إسلام جديد... وإلا فلننته


مع بوكو حرام وأخواتها، لا يوجد مجال للدفاع عن الاسلام وقيمه الحضارية أو أي بعد مشرق في تاريخه. وكلما قال الواحد إن وسائل التعليم والتقنية يمكنها تصحيح الصورة وتغيير العقليات لدى ابناء الدين الاسلامي في المقام الاول، ظهرت جماعة في اليمن او في الجزائر او في سوريا في منتهى الوحشية والبشاعة لتعيد ترسيخ صورة واحدة عن الاسلام، هي الاسلام "المجاهد" المقاتل البشع الذي لا توجد له أية ملامح جمالية أو روحانية أو رفع لقيمة الانسان.
هذه الوحشية تصب بشاعتها على الاطفال أولاً وعلى النساء اجمالا.


يتساءل الواحد: من أي مرجعية قبيحة ينهل هؤلاء؟ هذا غير معقول ان يكون اسلامهم هو اسلام الاخرين او انه الاسلام الذي وجد منذ اربعة عشر قرن. حتى انه يصل الى نقطة تفكير مؤلمة: هل كان الاسلام على هذا النحو من التدمير طيلة القرون الماضية؟
اطلعت سريعا على كتاب بعنوان" المعافريون في الاندلس" لـ سناء الترب. كتاب مهم يعطي صورة كبيرة عن دور اليمنيين في اهم بقعة ضمن خارطة الحضارة العربية الاسلامية الا وهي الاندلس- وياله من دور! . وقبل هذا يعطي صورة لدور "الجهاد" في تكوين ذلك التاريخ. نقول في كل مرة عن الامير فلان او الملك فلان انه كان زاهدا مجاهدا ولم نقل مرة واحدة انه اهتم بمنشآت عمرانية او مستشفيات او...
شرعية الحاكم كانت تأتي من قتاله الاخرين. شرعية تأتي من الدم.
مفهوم الجهاد بحاجة ماسة الى مراجعة وتمحيص، الى تحديث لدلالاته. الى زحزحته عن الدم والسبي والاسترقاق.
نحن بحاجة الى نشر تصور بين ابناءنا عن الاسلام وفقا لثيمات مختلفة بعيدا الصورة النمطية المكرسة عن الايمان والكفر فقط من خلال الصلاة والصيام والجهاد. ينبغي علينا ان ننظر الى الاسلام من خلال رؤيته للحياة وللموت، للعمل، للنجاح، لمفهوم العائلة، لمفهوم الخير، لمفهوم الصلاح. لا ان ننظر اليه باعتباره مسطرة يمكننا من خلالها وضع حد فاصل بين المسلم والكافر.
التشدق الكاذب في الدين والصورة البشعة للإسلام يدعوان الجميع الى نزوع نحو اللاتدين.
سنكون امام موجة ليست ملحدة فحسب او علمانية في احسن الاحوال. لكنها عدائية تجاه الدين الاسلامي. ان الاكتفاء بادانة افعال هذه الجماعة او تلك هو تواطوء ضمني مع جرائمها. لاننا - كما درج الامر منذ بروز هذه الجماعات الدموية - نتوقع اننا في منأى من شرور هذه الشياطين الملتحية المتعفرة بالسواد. كان العدو اوروبيا او امريكيا. مسيحيا او بوذيا, نحن في بلداننا بعيدين عنهم.
لا. في بلدان العالم عدد من المسلمين يقارب عدد الموجودين في البلدان العربية والاسلامية. هم عرضة لردود فعل وثارات. هم ضحايا في مصادر عيشهم وفرص نجاحهم. ان فشل المجتمعات الاسلامية لا يتوقف عند حدودها الجغرافية بل ان هذه اللعنة تنال ممن هم خلف الحدود ايضا.
ثمة امر اكثر دهاء. الا ترون ان الاسلام السني هو اكثر اشكال التدين الاسلامي اجرامية؟ من يتحمل مسؤولية هذا الامر، في التاريخ الحديث على الاقل؟ ما هي جذور هذا التدين السفاح؟
لم يعد مجديا على الاطلاق ان ندفن رؤوسنا في الرمال. كل الحضارات اصبحت قادرة على التكيف والمرونة مع المتغيرات دون ان تتخلى عن جوهرها. عدا الحضارة الاسلامية التي تبدي تصلبا شكليا مريعا وتفقد جوهرها تدريجيا. نحن امام مفترق طرق اما اسلام متصالح مع الحياة او نصنف كحضارة محكوم عليها بالزوال.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...