الخميس، 8 فبراير 2018

نحن إنما نهدم القلعة

السبت الماضي كنت قد حضرت استقبالا في كنيسة سان روك في الدائرة الاولى إقامته جمعية أسرى سجناء ومخفيي الحرب العالمية. كان قداسا مهيبا في كنيسة بهية. 
خرجت برفقة دبلوماسي عراقي وتبادلنا الأسى والمؤاساة عن أوطان الألم.
الحديث مع اي عراقي شفاف يجعلك تبتلع ابتسامة خفيفة وتقول في سرك: الحمد لله لم تصل اليمن بعد إلى الهاوية.

كعادة كل عصر السبت، كنت على موعد مع صديقي عبد الرزاق وقررت الذهاب اليه سيرا على الأقدام في شارع سانت هونوريه rue saint-honoré .
ابتعت لنفسي فطيرة بالتفاح وتناولتها واقفاً امام فترينة مكتبة. في القوائم المنصوبة لعرض الكتب وقعت عيناي على كتيب صغير بعنوان : رسالة إلى رهينة. لانطوان دي سانت اكزيبيري.
كانت رسالة طويلة كتبها الكاتب الفذ والطيار سانت اكزيبيري يخاطب فيها صديقه الأثير الذي وقع أسيرا بيد الألمان، ويخاطب فيها الشعب الفرنسي الذي وقع رهينة لقوى النازية الغاشمة. كان صديقه يجسد شعباً، بل شعوباً برمتها. إنه الكل في شخص.
يا لها من لغة سلسة تنقش في جماليات الغربة والسفر والتشرد. وتلضم الأمل في إبرة الإرادة. انها رعاية حكيمة لأمل النجاة.
انبثقت خاطرة في رأسي هذا الصباح: نحن في اليمن نهدم القلعة بحثا عن حبنا لها. سنكتشف حبنا للقلعة بعد ان ننتهي من هدمها. ولن نكون قادرين على اعادة بناءها. يا لها من مهمة تنقيب عجيبة.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...