عجبي.
عجبي كيف يغدو الوقت مقيتاً وعقارب الساعة هي الرمح المغروس في الخاصرة. وكيف يغدو
الواحد منا عاطلا عن البهجة منصرفا عن افتتاح الصباح بحلم مراوغ ورغبة نابضة. على
غير الموعد وكورقة توت تجرجرها رياح أيلول، يتسكع الغريب مستطرقاً أرصفة الخيبة.
لا نجاعة في شيء ولا حافز من البسمة. فقط عليه أن يخصص وقتاً لرصد المواعيد وعد
إشارات المشاة. ما أثقل " بُكرة" حين يأتي. فلا جديد يحدث ولا قديم
يرجع. هذا الخواء هو ثقب في الداخل يتسرب منه الشجن. لا طائل من عد الأنخاب
والقداحة تشربت ماء الخمول. الذاكرة مبلولة بالشمع. واسفلت المدينة يغطي الذهن
وتدوس عليه عجلات الايام.