السبت، 10 فبراير 2018

عن صنعاء والقات

من صنعاء، تحية كفرحة في وجه طفلة في صباح العيد. 
من صنعاء، حيث تلك الزوايا التي لم تتبدل في المجالس ووفاء مقيل ما بعد العصر الدافئ. هنا حيث ثقوب الأسفلت عند كل منعطف إلى شارع فرعي. حيث غبار خامل يخيَّم على المدينة وحيث أشجار "الفوت بات" تربي الأمل وتحرس البهجات المخنوقة. حيث ملامح الشباب تنبثق كعشب من شقوق جدار الشيخوخة واليأس.
حتما، سيمر الداخل في شارع حدة ويجد مطعم الشيباني مفتوحا بحنو كباب أم.
لقد لقيت في يومين من الضجيج ما يمكن أن يتراكم في ثلاثة أشهر في أي بلد أوروبي.
تبدو الحياة هنا وكأنها تجارة قات، هلع ونشوز وصراخ ومخاتلة ومفاوضات سقفها "جِر وناولني، وصدقني انك الرابح".
لا يصدق المرء كيف أصبح القات مكوناً مركزياً في ثقافة اليمني وصوغ شخصيته. لأنك في اليمن لن تخرج عن قطبي بائع القات أو مستهلكه. وعي ثقافة لا تحدث أي تراكم ولا ينتظر منها اي تقدم وتحديث.
احاديث صنعاء مكثفة للألم والأحزان وذكريات حول من داهمهم الموت وما أكثرهم لكنها لا تخلو من فرحٍ مسافر.
انتظار الأهل فوز عظيم وفرحة الأخوات بالقادم من سفر لا تضاهيها فرحة. نزق الأطفال و"فشرهم" مصباح آخر لليالي المظلمة.
لا شيء تقدَّم. كما أن التراجع محدود. وتكرار الأزمات قادها الى ألفة سلبية. شيء وحيد ينمو على نحو مخيف إنه زيادة أسعار السلع. مع هذا، فهذه الأزمات أوجدت فرصاً ايضا وازدهرت بعض تجارات وبارت أخرى. المهم الحياة مستمر ولا يهم منحنى الاتجاه او انعطافه.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...