الجمعة، 9 فبراير 2018

عشق تحت المطر

تبدو الحذاقة تحت المطر خائبة لعجزها التام. إما ان تستعد بما يكفي او تستسلم هانئا. 
المطر غزير وبقطرات صغيرة متقاربة. سآوي تحت شجرة مورقة كأنها مستقدمة من غابة استوائية. أوراقها عريضة منسدلة ويتساقط منها ماء بقطرات أكبر. تحت الأقدام تجمع ماء مستكين تتخلق فيه فقاعات شفافة تلتمع وتسافر لتلقى حتفها سريعاً تحت وابل المطر.
شمسيتي صغيرة منكمشة كـ عاشقة مخذولة. وفي الأفق شابة تمضي كالسهم، فارعة تركض كحصان.
وعلى بعد أمتار قليلة يجلس افريقيان بشرة فاتحة تحت سقف جاف. أحدهما جعله البلل يباعد بين ذراعيه وساقيه.
من المقهى المقابل، يخرج شاب وحبيبته يقهقان. بلباس صيفي، ترتجف الفتاة اصطناعاً، هي بين التذمر والتلذذ من قطرات الماء الباردة التي تسقط على كتفيها وصدرها العاري. يفرد الشاب قرطاسا بلاستيكيا ليظللها فيرفرف الكيس خفاقاً بالنشوة ويترك الفتاة تشهق.
لا مجال للحذاقة تحت المطر. دع إنسان الغاب الذي بداخلك يتصرف.
ها انا أتلمظ قطرات الماء التي عبرت وجهي.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...