الخميس، 8 فبراير 2018

الرقص


يصعب علي تصور رقص من دون موسيقا. فالتوافق بينهما سحري وولاّد للتساؤل. وحركات الجسد أكثر من استجابة عفوية أو مقصودة للإيقاع والنغم. انه التجسيد الشغوف لرد فعل الروح امام إصرار ومثابرة الإيقاع المصنوع باليدين.

لكن الرقص هو الصيغة الأكثر حيوية للبرهنة على ثبات الإغواء كمعطى عابر للحضارات.
استمع الان لاغان أفريقية راقصة من الساحل الغربي لأفريقيا. وقبل هذا تعود بي الذاكرة الى رشاقة الثلاث النساء المرافقات لـ بوب مارلي وقفزاته مشحونا صوفية وتجلٍ.
الرقص هو مبادرة الروح الطليقة والحرة المنفكة من قيود الصرامة وادعاء العفة. الرقص هو طفو الروح على الجسد وهو خفة ونزوع نحو التحليق.
والجسد الذي لا يرقص هو جسد مأسور ومصاب بإعاقة روحية.
الرقص، في حضوره العصري، قيمة ثقافية مضافة لأفريقيا.
كل الثقافات أنتجت ألوانا عديدة من الرقص. الحضارة الغربية أعطت بديع ما لديها من الرقص لكنه رقص يعكس تراتبية اجتماعية ونفاقا بشعين. كان رقصا مليئاً بالرتابة والانضباط والسيطرة او جنونا جامحا منغمس في الفوضوية.
وحدها الرقصات الافريقية تحررية. حيث الجسد متحدث بليغ امام بدائية اللحن والإيقاع.
يتعجب الفرد، اذا لم يبلغ به الحال الى النفور، من الأغاني العصرية المجسدة بالرقصات. في الغالب تأتي غانية سمراء بشعر منفوش كسنديانة في الرياح تتلوى وتتمايل تضرم نار الرغبة.
انها تجليات ثقافة الإغواء وتنويعات تعابير الجسد امام تراجع الكلمة وتكرار اللحن وقصره.
وما الرقص في أغانينا الا تمايل وميوعة محببة وتأنيث للطبيعة القاسية.
الرقص هو التعبير المضاد للحرب.

8 مايو 2014 

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...