الخميس، 8 فبراير 2018

رجل الشتاء يحترق

في موكب مهيب من اطفال المدارس ما دون العاشرة وفي ساحة دائرية في قلب مبانٍ شاهقة تم احراق دمية كبيرة من الورق والأقمشة هي تجسيد لرجل الشتاء. 
تجمّع تلاميذ مدرستين بأزياء تنكرية وساروا في الشوارع برفقة الآباء وترتيب مدرسيهم يغنون ويطلبون الشمس.
"نريد الشمس"
"احرقوا رجل الشتاء".
التأم الجمع في دائرة نصب فيها رجل الشتاء وبدأت الأصوات تتعالى تطالب باحراقه كمشهد يوناني يحض فيه الحضور قيصر ليحكم بموت الرجل.
في الشرفات احتشدت النسوة يصورن.
تم تجهيز الشعلة.
كان بعض التلاميذ يصول ويجول ويذكرني ب ميل جيبسون في فلم تحرير إسكتلندا وهو يشد من ازر المقاتلين وينفخ فيه روح الحرية والبحث عن الخلاص.
أوقد احدهم أقدام رجل الشتاء فاضطرمت النار ودبّت حتى الرأس.
ارتفعت السنة اللهب حتى سقط رجل الشتاء فشهق الجمع.
انه احساس ظفر الربيع على صلف الشتاء.
هكذا هي فحوى الأسطورة كما فهمتها من ولدي.
تنكر الولدان كل في شيء وكان اياد اقرب ما يكون الى هندي احمر بينما اعتمر الياس تاج من ابراج باريس.
يا لها من عجيبة أوروبا هذه.
ديكارتية حتى النخاع وميتافيزيقية على نحو جمالي.
قلت لام اقرب أصدقاء الياس ان هذه احد ملامح الجمال في أوروبا التي اعتلت صهوة العقلانية ولم تتخل عن حلي الأسطورة وهذا تحفيز للخيال.
كان المشهد بدائيا وبريئا جداً.


الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...