الأحد، 11 فبراير 2018

خريج جديد

ظهرت نتائج الثانوية العامة. ولي اخ حصل على ٨٣ ٪ علمي. وقد لاحظت آن طلاب هذا الموسم حصلوا على غلة وفيرة. معظم أبناء القرية نالوا معدلات رفيعة تتوزع بين التسعينات والثمانينات. وأصدقائي ومعاريفي ممن لهم أبناء وبنات ضمن هذا الموسم يتبادلون التهان بفرح عارم. 
ساتظاهر بالفرح لأخي. بل اني فرح. بالمناسبة اخي وهو السادس في الترتيب في العائلة والرابع من الذكور اسمه موسى وهو أكثرنا نبلاً وأدبا ومثابرة وتكن له امي حبا نوعيا لأنه على الأقل جاء نقيضا لأخيه الذي يكبره مباشرة.
لا تخفى حقيقة ظروف امتحانات الثانوية العامة للعام المنصرم وكذلك البيئة التعليمية برمتها في اليمن. وهذا لا يمنعنا من الاحتفاء بالنتائج. وأخي هذا تموضع في موقع/ معدل مناسب فهو على الأقل حصد أفضل نتيجة قياسا بثلاثة أخوة له انهوا الثانوية العامة ولم يبلغ أحد منهم ٨٠٪. لكن أختا لنا تكبره نالت معدلا أعلى منه وما تزال نتيجتها رقما قياسيا في العائلة وعصا غليظة نوجهها في وجه الأولاد ونعيرهم بها على فشلهم وعدم اكتراثهم. والحقيقة ان اخي هذا لو كان قد نال أكثر من ذلك لعرضنا لإحراج شديد فلن يقبل ان يدرس غير الطب او الهندسة وكيف لنا نقنعه ان يدرس في الداخل وانه ليس من السهل الحصول على منحة دراسية الى الخارج. اذكر جيدا ان اصغر اخوالي ما يزال يتحامل على عائلته لأنها لم تساعده في دراسة تخصص يليق بذكائه وبنتيجته في الثانوية العامة وانه الان لا يفتقر للعذر والحجة ان اخفق او أهمل.
انا مع ان يُعطى كل تلاميذ وتلميذات الثانوية اعلى المعدلات وأفضل النتائج. نحن في بلاد تحتاج الى تعميم النجاح ودمقرطة الفرح على ان يتوقف التوظيف بالثانوية وان يخضع كل متقدم للدراسة في الجامعة لامتحانات قبول وتحديد مستوى.
نتائج هذا العام ستفسد الفكرة التعليمية الانتهازية والحقيرة المتمثلة بالتعليم الموازي. فهي تتنافى ومبدأ الاستحقاق لأنها تدفع الاسرة الى ان تدفع أكثر للطالب الأكثر فشلا بينما المتفوق يتعلم بسرع أرخص. أظنني أتحدث عن مشكلة شخصية اعيشها مع اخ وأخت لي.
سأهنئ كل أبناء قريتي وخريجي الثانوية العامة لهذا العام واتوعدهم بامتحانات القبول في الجامعة. يجدر بهم في هذا العام تلقي دورات مكثفة في اللغة الانجليزية وتعلم ما كان محذوفا من مقرر التعليم في الثانوية خصوصا المواد العلمية واهنئهم على انهم ان فعلوا فلن يخضعوا لابتزاز مدرسي مواد القران والتربية الاسلامية. انه العام الوحيد التعليمي الذي يمكنهم ان يعلموا أنفسهم.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...