الجمعة، 9 فبراير 2018

يا رجائي

خبر استشهادك كان فاجعة اجلتها طويلا. ورفضت التصالح معها او التسليم بها. 
فاجعة ما كنت ارغب بمواجهتها. كنت الحظ اسمك مكتوبا على لوحة ورقية في باب الجامعة الجديدة في صنعاء وأوفر لنفسي كل اشكال اللبس لأقول: كلا ليس رجائي الذي اعرفه. رجائي ببسمته تلك لا يمكن ان يداهمه الموت.

ثلاثة اعوام وانا اواعد نفسي بان التقيك الى جوار "القسم الفرنسي". التقيك وانت بهيئة مختلفة أكبر مما كنت وبهي كما كنت. التقيك هناك حيث كل الطيبين: عم امين وماجد وعم سعيد...
قبل عام من الان تحدثت الى صديقي وصديقك الذي يحبك كثيرا "جساس" وقلت له: الثورة قطفت منا أكثر ورودنا نقاء حتى أنى اشك ان "رجائي" في عداد المخلدين.
حاولنا يومها ان نداري الصدمة وكذبت على نفسي اذ قلت: لكن لست متأكدا ان كان هو فقد التبس علي الاسم.
رجائي!
ما يزال صوتك الحاد والطفولي مذ عرفتك قبل اكثر من عشرة اعوام يلح علي ان التقيك.
هاو هو محمد يأتيني بالنبأ اليقين والحزن المدّخَر. صورتك هنا تقول كل شيء. تقول اخلاصك وعصاميتك وبسمتك الخجولة ونكهة بن بني حماد الاصلية.
كلما نظرت في صورتك التي لم ارها منذ سنين امتلأت عيني بالدموع. ابتسم لابتسامتك واحاول خنق البكاء وغصة في الحلق تتعاظم.
رحلت باكرا كالصدق وككل قيمة نبيلة. رحلت لأنك أكبر من هذه الدنيا الضيقة. رحلت الى مكان يليق بك ويبعدك عن الخذلان والزيف.
ماذا يمكننا اليوم ان نقول لك. اي رسالة نبعثها اليك. عن اي شيء نطمئنك.
لا شيء سوى الامل الفاجر. امل ليس له نبع اخر غير بسمتك البريئة غير حركتك كترس ساعة سويسرية.
نم! نم هادئاً!


الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...