صببت
زيتاً على ماء كنت قد وضعته في قِدر يغلي لأطبخ عليه ماكرونة للعشاء. كان الماء
على النار في جمود واستكانة كأنه شريد او مجنون وجد كنة من مطر عاصف وبرد وقد اتخذ
في زاوية منها مرقده كطفل وجد ابيه الخارج من السجن للتو يقترب منه وينظر اليه
بصمت وريبة لا تخلو من اشتياق. وما ان وقعت قطرات زيت الزيتون حتى غارت وتفرقت
كانتشار لصوص في الزحام او هارب من دَين. ما هي إلا لحظات وأخذت قطرات الزيت تطفوا
بحركة ارتجاجية كاستراحة ضفدع في بركة. بدأت قطرات الزيت تتجمع وتلتحم ببعضها كـ
حبيبين خلت لهم الدنيا واستأنسا. كانت قطرات الزيت
تتعانق ببهجة وحبور تعرف الواحدة منها طريقها إلى الأخرى كصغار البط الخارج من
الأحراش.
لحظتها خطر في بالي لحن أصيل يختمر فيه الشجن والمناجاة. انها "يا لاقي الضايعة".
لحظتها خطر في بالي لحن أصيل يختمر فيه الشجن والمناجاة. انها "يا لاقي الضايعة".