الأحد، 8 أبريل 2018

انا في مارسيليا الان.

المناخ بين الخريف والشتاء. لنقل انه شتاء هذه المدينة الدافئة والحميمية والفوضوية النزقة. انها من المدن التي تشعرك بالانتماء اليها وأن مولدك كان هنا في لحظة ما. او بدقة اكثر. جزء منك ينتمي الى هذه المدينة؛ قد يكون عروبتك او جانبك العشوائي او تمجيد الاسترخاء والانتقال من مقهى لآخر او رائحة الشواء. انه مدينة القهوة والسجائر ومشروبات اخرى تليق بالبحر وبالسماء متقلبة المزاج ورياح بفتوة مراهقة. 
كم اشتاق لصديقي وأستاذي عبد الاله القُدسي. ملامحه هنا في كل الوجوه الناحلة وطريقته في المشي هي إيقاع حيوية وحكمة وارتحال متأمل منكسر غير آبه يمقت الاشرار والأدعياء. 
كنت اليوم قد زرت السوق الاسبوعي المسمى سوق الشمس. جبت، برفقة زميلي ورفيق الرحلة، في الأزقة الضيقة بين الروائح الشرقية وملابس رجال ونساء المغرب ومحلات تجهيز العرائس، مخابز الحلويات ومجالس شاي الصحراء. 
بيد اني اندهشت وانا اقرأ "مكتبة دار الفكر " على محل تجاري يبيع الجلابيب الرجالية والحجابات النسائية. 
في مارسيليا لا تحتاج للغة الفرنسية كي تعيش. او انك تحتاج اللغة العربية - فصحى ودارجة- ان كنت اوروبيا لتعيش في هذه المدينة. 
ما اجمل ان تلتقي أبناء بلدك من الجالية اليمنية في هذه المدينة. تصافح أحدهم فيحتضنك بقوة كمن يقبض على صرة ملابس وصلته من أمه. يتشممها بعمق ويبتسم ببراءة.

ثم كان الليل، حيث تقودك أقدامك مهرعة الي الميناء القديم. تقف على حافة الرصيف تقتفي أثر اول يمني قَدِمَ إلى مرسيليا على باخرة عتيقة. أول الفاتحين في أرض الزيتون. وتتنهد. أنت تقف على ارض متعددة الألوان والثقافات. هناك بعض من عبق روما. هنا للشِعر مسرح.


الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...