الاثنين، 9 أبريل 2018

حرية التعبير تعني الحياة.


يتهيأ الشعب لمقابلة المارلين. يذهب الشعب الى ساحة الجمهورية place de la république حيث ينتصب تمثال معدني لسيدة متكتنزة فاتنة ذات وجه حصيف وخجول وعيني طموح. إنها رمز الجمهورية. هكذا أراد هذا الشعب ان تكون امرأة هي أيقونته. 
في هذه الساحة الشاسعة التي يحرسها مبنى كبير للجندرمة، يتجمع الفرنسيون للتعبير عم يختلج من مشاعر؛ اكانت غضبا او تضامنا او فرح.
هذه المرة كان الحشد مختلفا جداً.
فرنسيون من كل الفئات العمرية، من كل الطبقات الاجتماعية ومن كل الألوان خرجوا تلبية لنداء الوحدة الوطنية. خرجوا لنبذ العنف والتطرف، لرفض الاٍرهاب، لنفي الخلط بين المفاهيم والعقائد والانحرافات.
لعل اكثر ما شد انتباهي هو ان الجميع لبس افضل ما لديه وتأنق بما يستطيع ليقابل الجمهورية ويقف عن اقدام السيدة المارلين رمز الجمهورية.
طفتُ في مربع الحشد لأكثر من ساعة اتفرس في وجه المحتشدين اقرأ في عيونهم الحزن على الضحايا وعزيمة مواجهة العنف والارهاب والاصرار على وحدة الصف واكبار دور رجال الأمن والشرطة.
قليلة هي اللحظات التي اعتراني فيها شعور بالالتحام مع الجموع، وسَرَت في جسدي حمى التأثر وصعدت قشعريرة في عمودي الفقري كما حدث لحظة تلاوة النشيد الوطني الفرنسي ( المارسيلية ) وانا انظر في الأشداق الملتهبة حماسا سيما وهي تلهج ب لفظ : ايها المواطنون
تقدموا
تقدموا.

طوفان بشري متماوج يتهادى. الشوارع الضيقة كـ جداول تصب في الجادات الكبيرة: كلنا شارلي.
يتبدد الشتاء في دفء هذا الالتحام الجمهوري، في قيمه العلمانية، ويغدو رذاذ السماء مباركة الاله من عليائه.
في زحمة الزحمة، تسقط بطاقة شخصية لسيدة. يُنادى باسمها وتأتيها البطاقة سراعا.
لا مجال للسرقة. الجميع مشغول بهم وطني اكبر. انه الوطن. انها الجمهورية. انها القيم العالمية.
لم تحرق الاعلام. ولم تتصدر الشتائم. فقط مجسمات لأقلام الرسم والمزيد من الرسوم الكاريكاتورية.
حرية التعبير تعني التنفس اي الحياة.




11 يناير 2015

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...