الاثنين، 2 أبريل 2018

هندباء الخريف وتفاصيل أخرى

مطر الصباح الباكر وورق شجر الكستناء والقيقب على رصيف الخريف، 
الرجل الخمسيني البدين الذي كان يجلس على كرسي في الميترو الى جوار زوجته البدينة ايضا ووضع رأسه على صدرها وأطلق ضحكة مجلجلة فدمعت عيناه، 
قفزات الغراب وقت الظهر بين حبيبات البندق او خفقات جناح ذكر الحمام على حبيبته فوق غصن السرو بعد العصر، 
الفستان الأسود الضاحك مكشوف الـظهر او الكنزة الصوفية البنفسجية الرقيقة، بنطال الجينز الملتصق على ساقين طويلين لموظفة البنك الجديدة كطفل يتيم، 
ذيل الكلب الأبيض ناعم الفرو المتحرك فرحا وترحابا، 
كأس الموخيتو اللاذع بالروم مع النعناع الزكي والسكَّر الأمغر، 
سيجارة رقيقة على فم موظفة الفندق الرقيقة ايضا ذات القميص الحريري الأبيض الناصع والميني جيب الأسود، 
التفاتة مالكة محل الكوافير الرجالي في الصباح وهي تمسد فروة مقدِّم نشرة اخبار الثامنة مساء، 
وجه الشاب المكفهر غيرةً والمتجهم من حبيبته بعد شجار عاشقين في محل الماكدونالدز. 
المتشرد التائه الجالس على كرسي خشبي في رصيف الجادة وإلى جواره علبة بيرة كبيرة يتنهد وهو يستذكر نزق حبيبته. 
هذه التفاصيل وأخرى تفلت من ذاكرتي كما تتناثر أيامي في شبهٍ كبير مع زهرة هندباء جافة تذروها الرياح في بداية الخريف.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...