كان الجو باردا وانا اعرف جيدا ان دفء الكنيسة قادر على اعادة الدفء والحياة الى أطرافي المتجمدة فأغرتني الفكرة ودلفت باب الكنيسة.
في الحقيقة كان ذلك اليوم عيد ميلاد المسيح ويقام في تلك الكنيسة قداس عيد الميلاد وهي كنيسة تقع في موقع سياحي بامتياز مما جعلها عامرة بالمرتادين من سكان الحي والسواح على السواء.
قطعت خطواتي الاولى على وقع صوت الأورغ التي كانت تتخلل ترانيم المساء المضمخة ببخور العرفان.
الكنيسة تحفة فنية وهي دار عبادة ملكي متنوعة الطابع المعماري لأنها بنمط روماني وقوطي وكلاسيكي في آن وقد مضى عليها قرابة الف عام منذ التأسيس الثاني والكبير. انها أشبه بقفص خشبي مسجى رفيع وبرج شاهق.
الاضواء شبه الخافتة حيث السقف البعيد والمظلم يجعلك تتخيل السماء بعمقها بالاضافة الى توزيع الأصوات ورجع الصدى المنتظم المموسق مع صوت الخطيب الرصين وكامل ادعاء الورع والرطانة، كل هذه العناصر تبعث روحانية فريدة.
استمعت الى الخطبة كاملة وشهدت مراسم الصلاة الخاصة بعيد ميلاد السيد المسيح.
لفت انتباهي صوت الخطيب المليء بالوقار ككل المؤمنين في كل الأديان وخطاب الكنيسة الغاص بالود والوصي على التراحم والإخاء.
تذكر الخطيب مخاضات ميلاد المسيح وعذاباته وسيرة حياته التي كرسها من اجل الحب والجمال والتسامح والغفران.
تمنى الخطيب الخير لأبناء الرب وتلى عليهم بعض آيات من الكتاب المقدس وأوصاهم خيرا بأنفسهم وذويهم وأبناء جلدتهم في الدين وذكّر بواقع المسيحيين في الشرق ونوه الى محنتهم داعيا لهم بالرأفة والنجاة.
لم يتهم احدا ولم يدعُ الرب ان ينزل بالعقاب على المسلمين العوام منهم او الدواعش.
قال للحاضرين: افشوا السلام بينكم وتصافحوا حبا في المسيح.
4 يناير 2015