الاثنين، 2 أبريل 2018

خازوق يبدأ من الرئاسة

سحقاً. إن لها مفعول الوسواس الخناس. قهوة الصباح "مصيبة". اول الرشفات تحملني الى صوت جاك اتالي النابع من قعر بئر المعرفة. عالم المستقبليات هذا وهو يتحدث عن شكل العالم بعد خمسين سنة. الغذاء والاحتياجات الجنسية وموقع الاسرة... بينما تعيدني رشفات المنتصف الى حديث احد خبراء الاستراتيجيات الفرنسيين وهو يتكلم عن السلم والحرب في القعود المقبلة ونزاعات الصين واليابان وحروب المياه في العالم.
ربما كنت سأقول لصديقة قريبة : انا الان اشرب قهوة. سأفكر عميقا في العالم. لكني تذكرت مكالمة الامس القريب مع اختي في صنعاء وهي تبكي في حالة نزوح وتشكو البرابرة او دموع امي وهي تحاول مخاتلة صدمة مقتل هشام برصاصة بطعم الملح و الصدأ. 
في باريس، قد يسعفني الرصيف النظيف ان امضي ابعد وانا استمع لحوافر كلب مدلل يجري بولهٍ شديد. لكن الأزهار هنا فقدت روائحها كما فقدتُ انا البهجة وادعاء التفكير المنهجي. انها عشوائية مقيتة تغيم على ما تبقى في رأسي من اقول الدكتور حمود العودي حول الشخصية اليمنية. يومها كان افتتاني بيمنيتي قد بلغ عنان الفجور. 
كيف يمكنك ان تسافر بعيدا وأقدامك مغروسة في صنعاء وهناك حطّاب أصم يقتلع شجرة حبك لهذه المدينة؟ 
لا فرق. فهذا الحطاب قد يكون محليا أشعثا قادما من اكثر الكهوف عطونة فكرية او قمة عالمية في تغيرات المناخ او اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة الصحة الحيوانية. 
لا فرق ايضا ان تتحدث كل الصحف عن اخبار مسؤول كبير تورط في تحرش جنسي لشقراء بلهاء او ان يأتي الى صنعاء موظف رفيع من الادارة الامريكية يحدث هادي عن حربهم ضد الدولة الاسلامية في العراق وسوريا. حينها تكون محاصرة جحافل ما قبل التاريخ للعاصمة صنعاء خازوقا عثمانيا في مؤخرة الجمهورية يبدأ من كرسي الرئاسة. 
من صنعاء، يكتب لي صديقي ماجد وهو في روعٍ كبير: أسبوع وانا أتمنى لو ابكي او اتقياء هذا العار والحزن فلا استطيع.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...