الاثنين، 9 أبريل 2018

الدفن والموت في تغطية صحفية

اريد ان اكتب عن الصحافة الفرنسية ليس من باب النقد ولكن من الملاحظات التي اجمعها في لحظات متفرقة عن طريقة معالجة الصحف الفرنسية للأحداث. لا اريد الخوض في الخطاب الصحفي ولا في التقنية اللغوية. فقط اسلوب التغطية ورفده بما يشكل معرفة بالنسبة للقاري.
هذه احدى الحلقات:

الأسبوع الماضي ماتت مولودة غجرية في مدينة شرق باريس. والغجر لا يعتبرون مقيمين شرعيين في فرنسا. فرفض عمدة البلدية دفنها في مقبرة المدينة. اَهلها يعيشون في مدن صفيح متنقلة بين المدن وبعضهم يعيشون على التسول والسرقة.
تأجل دفنها يومين إلى إن تم التنسيق مع المدينة المجاورة وتم دفنها هناك في المقبرة. هذه القصة أثارت الرأي العام الفرنسي كثيرا واعتبرت حادثة عنصرية ونهضت الجمعيات المناهضة للعنصرية للتصدي لهذا الموقف.
عمدة البلدية تعذر بأنه لم يعد هناك متسع في المقبرة. صحيفة ليبراسيون في الاسبوع الاول من 2015 نشرت الموضوع وصور لحظة الدفن في صفحة كاملة من صفحاتها وفي الصفحة الأخرى مقابلة مع متخصص في تاريخ وسوسيولوجيا الدفن.
طبعا المقابلة مدهشة من حيث معاني الدفن ومواجهة الموت اجتماعيا ودينيا وانتقال الدفن من يد الكنيسة الى يد الدولة في فرنسا ودلالات الدفن وكيفيته وهيكل القبر في المجتمع الفرنسي في القرون الاخيرة.
ثم دلالة ان المهاجرين ينقلون جثامين موتاهم او يتركوها هنا وعلاقة ذلك بالاندماج الاجتماعي. وما معنى ان الدولة ترفض دفن شخص. اي الاستبعاد الاجتماعي او الإقصاء لما بعد الموت.
كانت مقابلة مدهشة وصادمة لي وان يكون هناك متخصص في تاريخ الدفن من منظور اجتماعي صرف. كانت دهشتي مضاعفة بسبب التناول الصحفي للموضوع. لان الصحيفة لم تتعرض للحادثة فقط كخبر. لكن القارئ يجد معرفة حقيقية الى جوار الخبر.
من المعلومات الصادمة او الشائقة بالنسبة لي هي:
ان الكنيسة كانت ترفض دخول جثمان المولود لأنه لم يعمّد. ولم تكن تشارك في التشييع.
ان المرأة التي توفي مولودها تعود الى العمل سريعا ولا تحظى بالمواساة الكافية.
ان الموت كان حقيقيا وكانت الحياة الجنسية زائفة في المشهد العام. اما اليوم فإننا لا نعرض لحظة موت في الافلام او في وسائل الاعلام، بالمقابل يمكننا ان نعرض لحظة جنس
رابعا في المجتمعات الغربية كان الشخص يعيش ثلث حياته حدادا اما اليوم فالحداد سريع وبالتالي الموت زائف.
في المجتمعات الغربية كان الشخص يموت بين أهله اما اليوم فيموت وحيدا في المستشفى.14 يناير 2015

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...