الاثنين، 9 أبريل 2018

اين انت من أوف لا دبُم


أبشع ما فينا التندر بالجريمة وتسطيحها وجعلها شيئا قابلا للبلع.
لم تكن احداث باريس الاخيرة كارثية لأنها قتلت عددا كبيرا من الناس بل لأنها تنال من حرية التعبير ولأنها عمل في غاية الوحشية.
بالمناسبة، وسائل الاعلام هنا لم تعرض صورة قتيل واحد من ضحايا الصحيفة ولم تُظهر صور للدم المسفوح حتى لا يعتاد الناس على الجرائم وعلى مشهد الدماء وتغدو المسالة أمرا مألوفا لا يحرك ضمير ولا يشد عاطفة.
ها انا اجد تندرات كثيرة على حادثة اختطاف بن مبارك.
وقبل ايام شاهدت تسجيل فيديو يقتل فيه حارس مشفى من قِبٓل ثلاثة أشخاص مسلحين يقال انهم يتبعون الحوثي. كان قتلا في غاية البشاعة ولم يتحرك له ساكن.
يستغرب الناس لماذا قام العالم ولم يقعد لمقتل ١٧ شخصا في فرنسا بينما المئات يقتلون يوميا في العراق وسوريا واليمن وباكستان.
والسبب هو اننا نسترخص الحياة ونهدر الانسان. وهذا هو الفرق الجوهري.
ستتوالى موجات الغضب في العالم الاسلامي من شرقه الى غربه انتصارا للرسول وتنديدا عنيفا للرسومات الجديدة التي يراها البعض مسيئة. وهي برأي أكثر انصافا له من كل افعالنا.

هم يرسمون ونحن نقتل. نقتل ونحرق وندمر لنقول ان اتهاماتهم لنا بالعنف والارهاب غير صحيحة. وهذا يذكر بالطرفة اليمنية عن قاتل لوالديه ذهب يستفتي في جرمه فقال له مفتيه : اين انت من أوف لا دبم؟.
اما بيننا البين فنحن في أشد حالات المرض وانتزاع الانسانية.
في فرنسا على سبيل المثال لو تم اختطاف سايح فرنسي او صحفي فان البلاد تقوم ولا تقعد ويغدو تحريره اول الاولويات. ويصبح الامر رهانا انتخابيا ومعيار نجاح او فشل الحاكم. نعم، فشل الحاكم لانه لم يفك أسر مواطن ما.
اما نحن فاننا تتندر بالاختطاف.18 يناير 2015

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...