الاثنين، 2 أبريل 2018

هذا هشام لو تعلمون



في غضون أسبوع ذهب ثلاثة ممن أعرف عن دنيانا كـ ضحايا لحرب قذرة أحدهم قريب لي. 
صرت بهذا في عداد منكوبي هذه الحرب أو ممن يمسهم جنون الحوثي مباشرة أو لنقل بكل وضوح : ممن يتضررون من جنود الرب. 
ارشح رابعهم إبن خال لي قلت له في مأساتنا الأخيرة أن الحل هو في ترك هذا التدين الذي يدعو الى الاقتتال فقال : والأحزاب أيضا. فأجبته ان الأحزاب على الأقل لا تدعو الى القتال والاقتتال باسم الله. 
قريبي هذا - الذي يقف في الطرف النقيض تماماً لقريبي الفقيد في موقعهما من جنود الرب - لم يسبق وان كتب لي آية واحدة من القران سوى رده الاخير : كتب عليكم القتال وهو كره لكم. 
لقد وجد خندقا يلوذ به ومشكاة اكتشف معها الامر وبانت له الحقيقة. لكنها حقيقة تشع على عالم الجريمة كما يبدو. 
سيكون قدري امام حالات التخندق هذه ان افقد الأصدقاء والأقرباء واحدا تلو اخر وهم حطب لطبّاخ لئيم. 
ما كنت اعتقد ان الموت سيتجرأ على الاقتراب من هشام وهو الذي لو نظر في صفحة الماء لخجل الماء. 
التقيته في اخر سفر لي قبل شهرين وحوله طفل صغير هو للمرحومة ابنة عمي. يرعاه كما ترعى الام وليدها. لم أره يرفع صوتا يوما او يكشر او يغضب. 
كان حليما يفيض. كان بزورني في بيتي مبتسما يشق ابتسامته من مخالب الإرهاق. وكنت آنس اليه كما لم افعل مع أي من اخواني. تواعدنا ان نلتقي في صنعاء ولم نفعل فاتصل يعتذر. وظننت اني سالقاه وسيداهمني الموت قبله. 
اذكره اذ قال لي : "يا استاذ مصطفى، انا الحمد لله مقاومتي كويس للأمراض لأني أخذت كل التطعيمات."
كنت أودّ لو انه تناول تطعيما ضد الموت ايضا وضد التدين الذي يقودنا الى الوحشية. 
لم يكن احدنا عصاميا كما كان. لم يكن احدنا مبادرا كما كان. لقد سألته قبل ايام عن اسم شاب في القرية قيل لي انه يعاني من حالة نفسية وقد تعثر به سبيل الدراسة، صبي ممن لا أعرفهم في القرية. فرد علي وقال ان الشاب يستحق المساعدة وأنهم بصدد جمع تبرعات له من أبناء القرية. 
هذا هشام لو تعلمون.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...