الاثنين، 2 أبريل 2018

أنين المفاصل



كهلٌ، تنهض بغتة من مقعدك الخشبي في البار العتيق متوجها صوب حمام الرجال في الدور الأرضي، تشد اليك بنطالك المتهدل بعد ان صرت هزيلا ولم تعد بطنك تشده جيدا. انت في الحقيقة فقدت بعضا من وزنك ليس إلا. ولست تدري من عليه الإمساك بالآخر أنت ام البنطال؟ تقترب من الحمام وتدفع الشباب المصطفين بكتفك لتغدو اولهم في الصف. 
أولهم من يسارك. يضع يديه في جيبي بنطاله الاماميين ويرمقك بنظرة من ذهول وحسرة. تبادله نظرة حادة ثم تشيح بوجهك وتصرخ. 
-أسرع! لم أعد احتمل. 
تعيد النظر إلى الشاب وتقول له: 
انا لا اصلح لحفظ شيء ولا أكتم الأسرار. أضيق بها كما تضيق مثانتي بالبول. 
ترجع ببصرك إلى باب الحمام الخشبي ذي اللون الأسود حديث الطلاء والخربشات البادية لكتابة "حمام رجال". 
يذهب بك ًشرودك الى ما قبل ايام حين قلت لنفسك بعد النوم: 
كيف مضى العمر سراعا في معادلة معكوسة؟
اي هراء هذا الذي نقوله عندما نسمح لأنفسنا بالاعتقاد المراوغ بان الحياة خيارات؟ نجمّل الكذبة ونقول انها خيارات قسرية وتتقلص لتصبح خيارا وحيدا. جملة كهذا تخلق تقلصا حادا في الأحشاء. 
انها مسيرة من التهافت العجيب. 
تئن مفاصل الحمام حين يغدو مواربا وانت تقف وحيدا وقد انصرف عنك الجميع.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...