الخميس، 5 يوليو 2018

الاسلام في فرنسا


يتم تصدير نسخة من الاسلام الى الغرب هي الأكثر تشددا وطهورية. وهي نسخة لا يتفق معها غالبية مسلمي العالم الاسلامي في اسيا وإفريقيا.
تتوغل هذه النسخة مستفيدة من مناخ الحرية ومن الأزمة التي تعصف بالمجتمعات الغربية- وبشقها الروحي ايضا - وتغول الرأسمالية والمادية. ويبدو الامر كما لو ان الاسلام - بنسخته هذه - يقدم حلولا ويلطف من بشاعة العالم لانه يعرض خطابا روحيا اصطفائيا طهوريا مع امال الحياة الاخرى كملاذ من جحيم المنافسة وقسوة ظروف العمل والاستغلال الجشع.
وقد صدر تقرير خاص بالتطرف في فرنسا قبل أشهر وهو تقرير بيير كونيزا. وكانت صحيفة اللوموند قبل ايام عرضت نبذة التقرير ورد فيه:
تقرير بيير وكونيزا عن الخطاب المضاد للتطرف الإسلامي في فرنسا.
تأخرت فرنسا في تقديم رد على صعود الأصولية الاسلاموية في فرنسا قياسا بجاراتها ويعود ذلك الى سببين الاول كفاءة اداء اجهزتها الأمنية والثاني هو العلمانية ذاتها لكن التأخر في الرد السياسي لم يكن الا تأخير حدوث ما لا مهرب منه.
كان التقرير قد تهرب من استخدام الاسلاموية واستبدلها بمفردة الإرهاب الدولي وذلك تحاشيا للتنميط القائم ضد المسلمين.
ظهرت في فرنسا المصفوفة الجهادوية اي السلفية المحفَّزة من الوهابية السعودية في 1990 وازدهرت هذه الحركة الأصولية في قعر الفقر والعور الهوياتي للأحياء المهمشة لتشكل ملجأ هوياتيا يقدم نظام قيم وقطيعة مع المجتمع " الحشمة بدل الجنسانية العدوانية والتجارية، الروحانية بدل المادية والتضامن بدل الفردانية".
وكانت جاذبيتها، ترتكز على التحجر الفكري او العقائدي ذي الطابع الحمائي النفساني والذي يشجع على القطيعة مع البيئة العائلية والاجتماعية والوطنية.
بيد ان السلفية ليست ممارسة دينية انما هي مطالبة بهوية سياسية دينية شمولية. وتسعى الى فرض نمط الغيتوهات على الجالية الاسلامية الفرنسية من خلال مطالبات انشقاقية (ملابس، طعام، سلوكيات...).
وللسلفية وجهان الاول المسالم او الهادئ وهو غير عنيف في تأويلاته والثاني المتفرع عنه والمتطرف اي النزعة الجهادية.
ويقوم الخطاب المضاد للطرف على خطوات. أولا، تعيين او تحديد هذا التطرف والإشارة الى السلفية الجهادية. ثانيا، اشراك النخب المسلمة في فرنسا وإظهار نخبة إسلامية فرنسية في إطار الاندماج بقيم الجمهورية تتجاوز الفاعل السلفي وتلعب دورا إيجابيا. وعلى فرنسا ان تعترف بأنها بلد إسلامي وعليها الإسهام في تحديث الدين الإسلامي من خلال الدراسة القرآنية وإنشاء معهد للدراسات اللاهوتية الإسلامية .
(عرض وترجمة بتصرف). 


30 يناير 2015 

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...