الخميس، 5 يوليو 2018

المراجعة الدينية


لا جدوى من المراجعة الدينية الان. بل الامر في حكم اللاممكن تماماً للأسباب التالية :
اولا، ان الاسلام كأسلوب حياة معاش يقوم على فكرة المواجهة والصدام وهو ما اطلق عليه فريد هاليداي خرافة المواجهة. وهذا يولد ذهنية سطحية تتوقع انها في حرب دائمة وأنها عرضة للمؤامرات ولهذا يجب الحفاظ على كل مكونات ذلك الفكر خصوصا المكونات المتصلبة لأنها عناصر المقاومة؛ ذهنية المؤامرة تُذِهب العقل لذا فمن اين ستأتي المراجعة؟
ثانيا؛ تحول الإسلام من ممارسة روحية ونسك وعبادات إلى منظومة اجتماعية واقتصادية وبالتالي سلطة تمر عبر الفتوى والمقولات. هذه السلطة تمسك بزمام مصائر الاتباع من الاعناق وليس من السهل التنازل عنها او مراجعتها او تقويمها الا عندما تذهب عنها السلطة وتتحول الى شأن ذاتي لا حراس عليها. من خارج السلطة يمكن عقلنة الفكر اما من داخله لا مجال.
ثالثا؛ يبدو الاسلام بلا كهنوت لكن احتكار الحقيقة وقداسة الماضي وتقديس شخوصه خلق كهنوتا دينا لا يعالج الا بالعلمانية التي تفصل الشأن العام عن الديني.
لقد اقدمت المسيحية على العقلنة والمراجعات والتصالح مع معطيات العصر عندما فقدت السلطة وتحررت من سلطانها.
ان ما نحتاجه اليوم ليس مطابقة الأفعال - حتى البشعة - مع النصوص والممارسات الماضوية لنحكم على شرعيتها من عدمه. نحتاج الى اتخاذ موقف من الأشخاص لا على أساس قربهم او بعدهم من العقيدة ولكن على أساس موقفهم من الحياة ومن الانسان.
هكذا يمكننا ان ننتصر لإسلام يقدس حياة البشر اولا وقبل كل شيء وبعيدا عن معتقداتهم. يجب ان يخلص الاسلام والمسلمون من فكرة العدو ويتخلصوا من ذهنية الأقلية. لم يعد المسلمون أقلية. عليهم التعايش على انهم أكبر جماعة بشرية عقائدية على الكوكب.


6 فبراير 2015 

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...