السبت، 7 يوليو 2018

الملتاع (ما لم يقله ميلر)


قليل من التشفي
...
ستعرف أيها الملتاع أن الاغاني التي كدستها في الصيف المنصرم لا تنفع إلا للحزنِ وأنك، إذ لم تُحسِن تخزينها، لا تطرب، فقد نال من بريقها وشجنها الزمن. الاغاني المرسِلُ والذكرى، وأنت الآن مفلسٌ الاحلام.
***
ستعرف أن الوحدة ليست عبادة كما قيل لك، بل هي عقاب مزدوج لأنك أيضا لا تطيق النظر طويلا إلى أصابع أقدامك وأنك لم تعد تستلذ بصوت هرش جلدك.
الضوء المصبوب من نافذتك الواسعة بعد الظهيرة والمسلط عليك لم يعد بهيجاً، فالمرسل تغيّر، وصار الضوء تذكيراً بفجاجة الحال.
***
لم يعد امامك من خيار او تفضيل في الرفقة سوى ان تعيش مع كلبٍ صغير. كلب صغير الحجم والقلب، احتياجاته العاطفية محدودة تناسب مقاس عطاءك الضامر. كلب صغير لا يرهقك في العدو ولا يصرخ في وجهك كلما انتابه خوف أو توجس.
***
أتدرك الآن كم ان ايامك قربة مثقوبة لا تنفع لتحصيل الأمل؟ أنت لست أكثر من كرتون ممتلئ بصحف قديمة وقصاصات بالية تخص صورا بالأبيض والأسود لفنانات وراقصات.
***
أتدري ما الحال حين تنضب الابتسامة وتعجز عن رسمها حتى بالطبشور على جدار الحي أو على زجاج الحافلة الزرقاء العرجاء! أتدري اي ضيم انت فيه لأنك وجدت جدار المدرسة قد كتبوا عليه "فضلا! يُحظرُ الاشهار هنا."؟ وصار لزاما عليك ان تكتب بين ضلوعك اسمها وقلباً أحمر وتضع توقيعك ثم تمحوه وتبتسم للشحاذ الذي يرمقك بأسنان كالحة وينظر اليك من شقوق الشمس والزمن على عينيه.
***
للنبيذ روح غادرته صبيحة صحوك الذاوي، وللماء برودة الموت الأكيد. وأحمر الشفاة بيدها تلتمع ذؤابته كخنجر غادر.
(ما لم يقله ميللر)
م. ن


14 ابريل 2015 

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...