الجمعة، 26 أبريل 2013

مذكرات مدرس



مذكرات مدرس

الخجل...

15 أغسطس 2012 
 

حظي سيء بأشياء كثيرة عدا زميلتي في العمل وطالبة تركية لم أتمكن من تحديد علاقتي بها.

أمر بأصعب مرحلة حيث التناقض بين الرغبة والأخلاق. أنا في ورطة عشقية جديدة مبطنة باسم الأخوة

أنا في ورطة.

وجدت من يهتم بحالي ويسأل عني يفرح لمجيئي ويأسف لرحيلي

لكن مع هذا لا مجال للوصال، ينبغي أن أكون عند مستوى هذا البعد الإنساني. غير أني متوحش من الداخل.

في الحقيقة، ثم حصان يركض ويرفس في الداخل.

ربما الخطأ في التصور الذهني الذي وضعته لعلاقتي بالآخرين. أردتها أن تكون شفافة جدا وتلبي احتياجاتي المرحلية. وهذا وجه الأزمة الحقيقي. سيما وعندي تعريف محدد للاحتياجات وطريقة تلبيتها.

أغبط نفسي احيانا كثيرة. لأني وجدت من يربت على كتفي عندما أحسن أداء الواجب. ومن يبتسم في وجهي إجلالاً وتقديراً لمهاراتي الشخصية. ويكبرني في نفسه أيما إكبار.

لكن كل هذا يجري من دون لون. فقط في المنطقة الرمادية حيث لا استطيع الوقوف. هذه أزمة بالنسبة لي. كما أني سعيد بان أجد شخصا أهتم به. اسأل عن مشاغله واقلق لتغيبه واسعد لصحته. انتظره في الصباح. أود الجلوس إلى جواره. اشتم رائحة النسيم من وجنتيه.

ثم يأتي السؤال الأعمى. يداهمني على حين غرة. فيكون:

ما المطلوب مني؟ ما المطلوب من هذه العلاقة؟ إلي أين النهاية؟ ماذا أريد أنا. ماذا يراد مني؟

الشرق شيء أخر. وجدت في السابق في هذه الأرض من كن على استعداد لعبادتي. لم يلتصق شيئا من الحنين بعد كل هذا، كان هراءً أشقر، وتكلّم الجسد كثيراً. في الشرق يظهر الحب أحيانا بلبوس الخجل. هذا الكبت اللذيذ الذي يكبح القلب حين الطيران. ومع هذا هناك تحليق لكنه شفاف. وأحيانا غير مرئي. نظرة أخيرة على سلم الدرج. التفاتة متكررة مسروقة بين النظرات. التأكد من الملامح عن قرب. بريق في العينين. إنه مدخل عارم للحب.

كل هذا من دون كروت تعريف business card

لهذه العلاقة المعقدة.

تكون المسألة أكثر تعقيداً عندما تجد شخصاً لديه الاستعداد لأن يغير كل التزاماته ليتوافق مع توقيتك أنت. يذهب حيث تريد. متى ما تريد. يخلق من كل مناسبة فرصة ليعمل كما تعمل ويسعد بما تسعد. ويحزن لما تحزن. يسألك وينتظر الجواب. يستمع إليك باهتمام بالغ. وهو يعرف سلفا. ثم يقول لك في الأخير كنت على علم، و لكن...

يفعل كل هذا لأنه يريد أن يستمع إليك. أحيانا يطلب منك أن تعيد ما قلته لأنه كان مسافراً في بحر عينيك.

هذه التوافقات نادرة. وتكون اجمل عندما تحدث بتلقائية مفتعلة. أو بكيمياء خارجة عن السيطرة.

شخص يحتفظ لك بكلمة قلتها قبل شهر او شهرين أو ربما سنة وربما تكون كلمتك الأولى التي وجهتا إليه . قلتها ككلمة عابرة لم تلقي لها بال. لكنه يضع لها ألف حساب. يتردد. ثم يتردد. ثم يتكلم نصف كلام وبابتسامة يعرض عن الحديث. يهرب من عينيك إليهما. تشعر حينها انه التجأ إليك. سكن تحت ذراعك. معه تكتشف أن اللغة ليست حاجزا كبيرا للتعبير عن اختلاجات النفس. يمكنك ان تضحك وتصنع الضحكات بالقلم الذي بين يديك. بعود كبريت قبل و بعد بعد إشعال سيجارة. بورقة سقطت لتوها من الشجرة لم تصل الأرض بعد وظلت تعوم بغنج رومية. الحب يعلمك مهارات جديدة لم تكن مستعدا لاكتسابها. كان ترسم. كأن تدندن. وترقص. نعم ترقص. بجسد كان محنطاً. لكن الحب أشعل فيه قوة إلهية. كل الأشياء فيك تتحدث. ألوانك. تشميرك للقميص. أو عطفة البنطال. أو حذاؤك الفاغر من الدهشة...

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...