الأحد، 28 أبريل 2013

بلبلة 2

بلبلة 2
اليوم الثاني في مشواري من كتابة نص روائي. كان امسي ثريا بعد ان كتبت البارحة (بلبلة 1) وقد حظي النص بنقاش جيد اذ طرح المعلقون افكارا هاما بخصوص ماهية الرواية وكيفية كتابتها. فكان ان اجمع اكثرهم على انها حياة نعيشها بتفاصيلها تنمو معنا وتاخذنا في مجراها. لعلي وضعت تعليقا مفاده ان الرواية لا تختلف عن الشعر فهي نص شعري طويل من حيث جماليتها وشعريتها اللغوية وليست مجرد حشو وتتابع للافكار وكان اعتقادي وكذلك للكثيرين ان الرواية مثابرة واجتهاد ايضا الى جانب الافكار. لكن احدهم اوعز الي بفكرة قيمة عندما طرحت سؤالا حول كيفية بناء الرواية فنصحني، من خلال تجربته الادبية ككاتب مسرحي وورش العمل التي حضرها في مجال المسرح والسرد ، بأن اشرع في كتابة هيكل الرواية كمسودة عمل في ورقة والشخوص التي ساستعيرها لروايتي في ورقة اخرى على ان تكون هاتان الورقتان بوصلة العمل في الكتابة الروائية كي لا يتوه الكاتب وكي لا تنقطع الكتابة او تصل الى باب مغلق.
اليوم شرعت بالعمل بنصيحته وبدأت في كتابة هيكل الرواية كمسودة اولى افتراضية. ربما اتكأت على الافكار السابقة وعلى افكار الامس التي طرأت علي عند بدايتي في كتابة اول صفحات الرواية لكني وجدت نفسي اتشعب في افكار عديدة كمفاصل للرواية الى ان وصلت الى نقطة مسدودة لاني بحاجة الى بناء مستوى يمثل الحبكة الرئيسة في عملي السردي وهنا توقفت علي اجد غدا افكارا تخرجني من نقطة التورط او الانسداد هذه.
لكن لي بعض اشارات اريد وضعها هنا بخصوص تجربة تشييد هيكل للرواية- علما بأنني لم اشرع بعد في رسم الشخصيات - اذ محورت الهيكل على سلوكيات وخواطر الشخصية الرئيسة التي في ذهني وكتبت خطوط عريضة لما يجب ان تكون فصول في الوراية بعيدا عن الجملة السردية وتقنياتها عن جمالية النص.
فقط تنقلات ومحطات اشبه بمسيرة حياة دون الخوض في تفاصيلها وتشعباتها.
لم اتمكن بعد من وضع النقاط والافكار التي ستمثل منعطفات جوهرية فيها من المفاجأت والتتابع السردي المتغير والمتصل في آن والذي يقود من دهشة الى اخرى او من انتظار الى اخر ويحفز القارئ على التنبوء والتوقع لما سيكون في قادم الصفحات.
اقر بأني شددت في الهيكل الذي اعمل على تشييده على المكان اكثر من الزمن ومن الاحداث نفسها. واريد معالجة هذه النقطة في مرحلة لاحقة ربما بعد خروجي من الانسداد في الافق الذي وصلت اليه - لعلي وصلت الى هذه الحال بسبب تركيزي على وضع عمدان هي في الاصل مكانية في اغلبها.
لقد تناولت اعلاه اشكاليات تقنية بحتة في العمل السردي وفي الاشتغال على رواية اظن ان كثيرين يقعون فيها ويصادفونها عند تشييد عملهم الروائي.
لكني اليوم اضعت من الوقت الكثير قبل الشروع في مواصلة العمل ولم اكن في موقعي في البيت اذا غادرت المنزل لزيارة صديق وقضاء بعض من الوقت معه في جلسة قات ثم عدت الى البيت مساء. على ان الجلسة مع صديقي لم تخل من مناقشة فكرة كتابة رواية اذ تطرق هو من جانبة الى محاولة له لكتابة نص سردي يتميز عن القصة القصيرة واظنه جاد فيما كان يقول وكانت تجربته مختلفة من حيث تصورته لمشروعه الروائي اذ انطلق من فترة حياة لفتهاة تعيشها في مراحل مبكرة من حياتها اتعرف فيها على من حولها وتتوسع دائرة معاريفها بينما تنهمك هي في ممارسة حياتها بتفاصيلها الصغيرة والتركيز على موقع ودور احد الشبان من ابناء حيها وكيف يتسلل الشاب الى منزل اهلها كضيف مرحب به ثم يكبر حضوره في حياتها لتعجب به وتركز انظارها نحوه واهتمامها به. تحدث صديقي كيف ان السرد يقود الواحد منا ويضعه امام تفاصيل صغيرة...
في بيتي بعد جلست قرابة الساعة على الحاسوب انظفأت الكهرباء فنغصت علي وقتي وبدد الظلام افكاري ووضعني في حيرة وقلق وقعدت انتظر عودة التيار لكن الفكرة فارقتني وتاهت في افكار اخرى.
هذه حصة اليوم من الحديث عن مراحل كتابة عملي السردي المنشود.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...