الجمعة، 26 أبريل 2013

التغيير والقديم



التغيير والقديم

22 ديسمبر 2012
.......................
لقد أمتلئ القديمٌ وتَرَكَ لنا مساحاتٍ فارغةٍ في التعبير وحالة تَضخُّم في الخِطاب القائمِ على قِيَمٍ تبدو ساميةً وحمِيدةً، لكنها تعاني من سرطان التسلُّط.
إذ يحتوى هذا الخطابُ القدِيم على قوة تدميرية هي انعكاسات حالة القهر في دورات قهر متكرّرة ومتناسلة. وتظهر هذه الدورة القهرية من خلال الاحتفاء الضمني بالسلطة القهرية تحت اسم العقلانية والبيروقراطية المؤسساتية مع لبوسات متأنقة من قبيل الأخلاق والتأدب والمهابة (البريستيج) السطحية.
انها بيروقراطية توتاليتارية وانتقائية في الرجوع للقانون في مرات وإهماله مرات أخرى تولد استلابا وقلقا وتخلق تشظياً تدميرياً ينبغي وضع حدود لها في ظل الانشغال بتوفير الإبداع وتوسيع المشاركة.
لذا، في هذه اللحظة تحديداً، نحن بحاجة إلى قطيعة كلية مع هذا الخطاب وأشكال تمظهراته. لأن بقاء هيمنته الراغبة في التمدد اللانهائي يعني اختزال تطلعات الجديد. وأكثر ما ينفي الحاجة لبقائه هو انتقائيته للقيم، خاصة تلك التي تُرِكت هلامية دون إطار يحدد قيمتها النفعية ويتأسس على بُعد العدالة والإنصاف.
فالأخلاق والالتزام والانضباط، في ظل انفصالها عن العدالة وعدم دعمها للمشاركة والبحث عن القيمة المضافة، ليست أكثر من أداة قمعية.
نحن بحاجة إلى تأسيس وتفعيل تفكير تنويري يحرر الناس من ذواتهم المستسلمة والمذعنة ومن هرميات الاستسلام الجامدة وسلطة الأب الفاجر الذي، لصفته في الأبوة وفي الأبوة الفاجرة أحيانا، يستحق الطاعة.
إننا نشهد مرحلة تغيير تُحدث فعلها المنغمس في الزمن والمبحر نحو المستقبل ويتمظهر هذا التغيير في طرح، إن لم نقل فرض، صيغ جديدة في العمل والتفكير وتحول في أشكال السلطة وممارستها.
لذا فإن القبول بهذا التغيير والتصالح معه لن يكون دون صعوبات. لأننا نمضي بنفس الوتيرة الاعتيادية ضمن لإيقاع القديم بينما الجديد يصنعا أحداثاً تدفع إلى حدوث انضغاط للزمان والمكان – كأشكال للسلطة الاجتماعية – لتخليق ثقافة جديدة.
دأب القديم تكريس القار من تراتبية وأولويات بينما يسعى الجديد إلى إعادة خلق تراتبية وأولويات جديدة، ليست المثلى بالطبع، لكن هذا لا يحرمها من الوقوع.
على أية حال، (للتغيير والاختلاف جاذبية تتجاوز أحيانا جاذبية المباهاة والتجانس القار).

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...