الجمعة، 28 أكتوبر 2011


حصاد الاسابيع الاولى - في رسالة الى صديق

par Mustafa Naji, samedi 28 mai 2011, 23:56
 1

الصديق الغالي . ليس سكوتا ما انا فيه ولكن حيرة. بالمناسبة بعد عودتي بيومين سافرت الى القرية لزيارة امي وابي وكذلك الاهل فلقد مضى على 3 سنوات ولم اذهب الى القرية اي منذ ان دخلت الخارجية. امضيت هناك 9 ايام  كانت هادئة الى حد كبير لكن الجدل السياسي كان المسيطر الاول عليها كما كان انتظار الامطار يشكل هما اخرا ويحز في النفوس اكثر. ادهشني اشتراك الناس في الشان السياسي وهو في الحقيقة ليس اشتراكا في الجدل السياسي بقدر ما هو اشتراك في تحديد مصير ووجدت ان الاغلبية الساحقة في قريتي وكذلك في تلك المحافظة قد قررت لفظ صالح الى الابد وهي الان على يقين تام بانه مصدر كل شر وبلاء لحق باليمن وسيلحق به كذلك والحقيقة ان هناك وعي معقول وكذلك احاطة بقضايا الفساد ولقد ساهمت قناة سهيل الى حد كبير في ايضاح الحقائق رغم تحفظي على اسلوبها المتحزب في التعامل مع الوضع لكن وجودها هام جدا في هذه المرحلة ولعل من اسباب ادراك الناس لشرور صالح بتفاصيل اقتصادية يعود الى هذه القناة ناهيك عن دورها في تجسيد صور البشاعات التي يرتكبها النظام سواء في القتل او في الكذب  كما انها اعادت الاعتبار لبعض الحقائق التاريخية المتعلقة بالوحدة والحرب التي تلتها وحقيقة الانفصال واعادة الاعتبار للقضية الجنوبية ونظال اخواننا في الجنوب وان كانت لم تتعرض لممكنات الحل لكنها اشارت الى بشاعات صالح منذ اللحظة الاولى. كان جدل الناس حماسي الى حد كبر فيما يتنافسون على تقديم حقائق وارقام ودلائل على هزيمة صالح النفسية والعملية. عدت بعد ذلك برفقة ابي الى صنعاء ليعاود الدكتور بعد ان كان قد اصيب بجلطة قبل 4 شهور خرج منها والحمد لله وبقيت اثار بسيطة وكانت ملاحظة ابي الاولى بعد ان وصلنا الى صنعاء هي ان هناك مناصرين كثر لصالح في صنعاء فيما الامر مختلف تماما في تعز وربما في بقية المحافظات الشرقية والجنوبية. وهذه حقيقة والسبب يعود الى ان صالح ونظامه يعمل على توظيف البعد المناطقي في هذه الاحداث ليعزز الخوف لدى سكان المناطق الشمالية من استحواذ ابناء الجنوب وابناء تعز على وجه الخصوص لمقاليد الحكم بعد رحلية رغم ان الاصلاح يعمل جاهدا على نفي ذلك لكن صنعاء لديها مخاوف كثيرة منها هذه الفكرة اولا والفكرة الاخرى هي تخوفها من القبائل واسرة الاحمر وتخوفها من الراديكاليين والاسلاميين وعلى كل تتساقط هذه المخاوف تباعا. يمهني جدا ان اوضح لك ان هذه الثورة هي مدنية بامتياز وان لاصحاب تعز السبق والدور الريادي في اشتعالها ونضوجها ولهذا فهم في مرمى نيران صالح وتوعداته لهم بعد ان ينتصر على خصومه. الاحداث هنا معقدة وتزددا تعقدا يوما بعد اخر لكن هزيمة صالح باتت حقيقة لا جدال فيها على ان المخاوف من ثمن وتكلفة هذه  الهزيمة هي مثار تساؤل. اي هل سيذهب بطريقة سلمية. ان الحلقة الاخيرة من سقوط نظامه ستكون دموية وعبر مواجهات مسلحة مع القبائل او مع اتباع علي محسن. وهنا ستكون النتائج مختلفة تماما وستتغير معها موازين القوى في الفترة اللاحقة لرحيل صالح. لا اخفيك ان الاوضاع الاقتصادية بلغت حدا من البؤس لا يقاس وان الاوضاع المعيشية باتت في منتهى الصعوبة فلقد كسدت الاسواق وتغيرت معالم الحياة في المدينة وازددات البطالة وارتفع فقر الناس وامراضهم كما ان الاسعار ارتفعت وان ازمة الوقود ضربت مصالح الناس في الصميم ناهيك عن ان الكهرباء باتت ضرب من الخيال ولم يعد بوسعنا مشاهدة التلفاز او الكتابة على النت الا في اوقات نادرة . الشائعات تهصرنا هصرا والمخاوف بكل انواعها تصنع زوابع لكن هذا لم يثن الثوار عن عزيمتهم ولم يحل دون وجود تفاؤل مع نقمة الناس على السعودية ودورها في تميع قضايا هذا الشعب وتدخلاتها المخزية التي لا تناصر تطلعات الناس هنا. كما ان العامة تشعر بخجل ازاء سكوت المجتمع الدولي بل ويغار الناس من ليبيا وسوريا لانهما خطفتا الانظار عنا وشكلت الاحداث فيهما عوامل كبح للثورة اليمن. تسارع الاحداث في اليمن  لا يسمح بانجاز تحليلات رصينة كما ان المعلومات غير الدقيقة لا تساعد على ذلك. غير ان المؤكد ان صالح لا يريد الرحيل على خير وانه ينتوي الشر كل الشر لهذه البلاد ولا يهمه من الامر شيء وقد تعلق بخصومات شخصية مع على محسن ومع اولاد الاحمر وتجاهل الملايين من ابناء الشعب ناهيك عن انه لم يعد يستمع لذووي الخبرات وصار محاطا بثلة من المنتفعين قليلي الخبرة وطائشين والدليل على ذلك تسارع وتيرة الحماقات التي يرتكبها في حق اليمنيين والخارج. القبائل اثبتت جسارة غير معهودة وخارج النفعية المعهودة وهي الان تتسلح بوعي ثوري كبيرة وحريصة جدا على نجاح الثورة مع تركيزها على تاسيس دولة مدنية ربما تتباين الرؤى حول تفسيرات هذه المفردة ولكن دولة مدنية هي اساس هذه الثورة كما ان المدة التي طالت في عمر الثورة نفعت كثيرا في تهذيب الناس وقبولهم بالاخر وخلق تحالفات غريبة مثلا تحالف اليسار والليبراليين مع الحوثيين وكذلك موافقة الاصلاح على ادراة الساحات بما فيها من تنوع وقبوله للاخر الى حد ما وهذه من ايجابيات الثورة. بالمناسبة عيد الوحدة هذه المرة كان شعبيا بامتياز وكان له اكبر الاثر في نفوس الناس فهي المرة الوحيدة التي يحتفل بها الشعب بهذه المناسبة في الميادين والساحات دون انفاق مبالغ كبيرة لقد عاد للوحدة اعتبارها . بل ان انصار النظام خفتت اصواتهم على الاقل في الجدل السياسي وباتت حججهم واهية فيما لا يزال على صالح يتعلق بالبلاطجة وما اكثرهم هذه الايام . اقصد ان تدني الفعل الاخلاقي لدى النظام ساهم كثيرا في تشكيل قناعة بضرورة رحيلة. شوراع صنعاء باتت خالية فلقد رحل معظم القاطنين فيها من الماطق الاخرى . منطقة الحصبة جراحها طرية ودماءها لم تتخثر بعد على الارصفة. القادم ابشع ولكن النهاية تقترب سريعا في نظري.  

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...