الجمعة، 28 أكتوبر 2011

دمعة مسفوحة

دمعة مسفوحة
 باريس 27 يناير 2011
ادخل مقصورة المترو، ارتكن في احدى الزوايا واقفا نظرا للازدحام، تقف الى جواري شابة يانعة. وجه منتفخ محمر وانف طافح. تلف حول رقبتها رداء صوفي. يصدر منها صوت فحيح. ألتفت يمينة نحوها. اجدها اقرب الى أن تجهش بالبكاء. نصف وجها فقط يبدو لي. تنفتح عينها ملتصقة بالارض بلا حراك. تتشكل دمعة. يرف الجفن. تنشطر الدمعة الى نصفين تتكور اكثر .النصف الاعلى يكبر النصف الاسفل .تتكور الدمعة وتكبر. تلتقي بنصفها الاسفل. تسقط الدمعة الى سطح المقصورة. وانا انطر اليها بفضول. تتشكل جملة في حلقي يكبر السؤال. يقف الميترو في المحطة احدهم يفتح الباب تغادر الفتاة ولم اطرح عليها السؤال.لكن الدمعة التي ساحت اساحت معها دم القلب.

هل هي الفتاة الوحيدة التي تبكي في باريس ؟ وهل هي الفتاة الوحيدة التي بكت حينها في باريس؟ لا اظن طبعا. كم من المرات يشاهد العابر من يبكي ومن مختلف الاعمار والاجناس. لكن بكاءها كان مختلفا. مختلفا جدا حتى انه استوقفني كثيرا. كنت اريد فقط ان اواسيها . ان اقتل الفضول واكسر قيد الصمت صمتي انا. وصمت كل من كانوا حولي , ان استعيد ذاتي الشرقية التي لا تمر على الألم. ان افعل كما ربتني امي عندما تجد من يشكو او يتألم. لكني لم استطع.

غلبتني هذ المدينة في فردانيتها. وغلبني حياد الناس القاتل. لا احد يرد عليك السلام. ومن كان رقيق الطباع مستأنس يبتسم ويخنق ابتسامته في ربيعها. تنتحر الابسامة على شفاه الناس. يدخلون المقصورات زرافات ينحشرون كاسماك السردين. يغادرون امكانهم مهرعين كرحلة اسماك السلمون ولا احد ينتمي لاحد. يفتحون كتبتهم نفاقا احيانا واحيانا كثيرة ليعزلوا انفسهم عن الاخرين.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...