السبت، 29 أكتوبر 2011

ثورة ما بعد الحرب

ثورة ما بعد الحرب 
2 يونيو 2011  
3

ارباك شديد ممزوج بالعضب اصاب الناس هذه الايام.  تلقينا ضربة شديد في الاعين فذهبت عنا البصيرة في لحظة تفاقم الالم لتتوجه اصابع الاتهام نحو اطراف ثانوية وتجاهلنا المجرم الحقيقي. اكثر ايلاما من اجتياح ساعة الحرية في تعز هو التنكيل بالنساء الناشطات في المدينة التحرش بهن ومعاملتهن بكل سقوط اخلاقي.

اية عقلانية او حكمة يمكنا ان نطالب الناس فيها في لحظة كهذه؟ وكيف يمكننا صيانة المسار الثوري السلمي في لحظة التدمير هذه؟

لن تحرمنا هذه اللحظة الكئيبة من حقنا في ممارسة التفائل في رؤيتنا للامور ولهذا فاننا نقدر ان من الاهمية بمكان ان يتم توظيف هذه الطاقات الثورية بحيث يرتفع رصيدها من الانتاجية على مستويات شتى.

وبما ان ساحات الثورة هي جمع لفيف من قوى وتكلتلات مختلفة المشارب لكنها اجمعت على هدف واحد بعد ان وصلت الى قناعة ان النظام القائم لا يعد اكثر من مصدر تدمير للبلد ان من قدرته على ان ينفعها.  واكثر من ذلك ان اتفقت على طريقة نظالها وانتهجت الطريق السلمي واثبتت بسالة وصمود وعزيمة لا تلين وقدمت لذلك تضحيات كثيرة وها هي الان تصل الى طريق فرعي عن النهج السلمي وهو مواجهة عدوان غاشم يتوجب الرد عليه عند الحدود الدنيا دفاعا عن النفس.
واذا كانت الثورة قامت على انها حاصل جمع مطالبات تتعلق بالحياة المعيشة والعيش الكريم واستشراف غد افضل زائد تطلعات سياسية لبناء يمن جديد مدني وذي مواطنة متساوية فانها ستعود الى نهجها السلمي بعد ان تكتمل احد حلقات مراحل الثورة بقوة السلاح كحلقة مفروضة ولا بد منها وهي مشروعة وان كانت غير قانونية والشيء الكفيل بالعودة الى السملية هو ان القوى السياسية من التعدد والتوازن بمكان بحيث لا يتغلب فريق على اخر وبهذا فانها ستدرك ان عودتها الى مواصلة العمل السلمي هو النهج الوحيد لتحقيق اهداف الثورة.  
ينبغي على القوى الشبابية ان تفكر في ثورتها السلمية وكيفية الحفاظ عليها في المرحلة القادمة وعلى ان يتركز التفكير في الحفاظ على حالة التحفز لاحقا من اجل الحفاظ على الاهداف التي صاغتها للثورة وتحويلها الى مكتسبات وذلك من خلال الانتظام في حركات متفاعلة بشكل دائم. ربما تكون اهم اشكال هذا الانتظام الذي يكفل الفاعلية هوتفعيل النقابات والالتحاق بها ولعب الدور الكامل في اطار عضويتها وذلك لترجمة اهداف الثورة على المستوى المهني من ناحية. وهذه خطوة بقدر ما تكفل حقوق المنتسبين الى هذه النقابات فانها ستعمل على تخفيف واجتثاث الفساد المالي والاداري.

اما على الصعيد السياسي فان البلاد بحاجة الى خارطة طريق تزيد من فاعلية القوى السياسية التي اجمعت على مدنية الثورة وعملت الى جانب قوى ثورية على رسم معالم الدولة اليمنية لما بعد رحيل النظام. بل وتوسيع الساحة المخصصة للعمل السياسي وذلك اما بتشكيل قوى جديدة واو ضم قوى اخرى كانت في الهامش سابقا. ربما لا يقتصر حالة الانفجار التي ستصيب الحزب الحاكم لتصل الى احزاب المعار ضة ذاتها وهنا سيتم الفرز على اساس البرامج السياسية والاستعداد لاقرب فرصة انتخابات. الخارطة السياسية الحالية معقدة ومتنوعة لكنها لا تخلو من ثراء وتباين يمكن توجيهه على نحو جديد اكثر نضجا وانتقالا الى مرحلة ترسيخ للمدنية ودولة المواطنة.

نحن الان ربما ننجر كثيرا وراء تبريرات لما يحصل من قبيل انها مواجهات بين قوى تقليدية ونظام والمجتمع المدني لا يحتمل هذين الطرفين على ان هذا التبرير ليس إلا مجرد تنصل من مسؤولية اجتماعية ووكنية تبيح الاقتتال وتسمكح للسلطات بما لديها من عتاد بان تظفر على طرف اخر اقل منها قوى. والفكرة الاهم هي لماذا نحرص على نبذ القبائل من الخارطة  السياسية ليمن الغد ونحن نعمل انه احد اهم مكةنات النسيج الاجتماعي؟ لماذا نفكر بهذه الطريقة الصفائية التي تريد يمنا صاف من القبائل؟
وجود القبائل في اللعبة السياسية كفيل رئيس بانجاح اهداف الثورة طالما والقوى التقليدية تؤمن بانها طرف ضمن اطراف اخرى بل وتسارع الى تبني النهج السلمي وتطالب بمدنية الدولة الجديدة.
قد يقول لابعض: إنها مجرد تغيريات شكلية في خطاب القبيلة بهدف الانقضاض على الثورة الفتية. لكننا نرى ان هذا غير صحيح لان القبيلة لم تكن اكثر من طرف متضرر من الوضع السابق  وإلا لما سارعت الى اللجوء الى الثورة لانقاذ نفسها. ومن المفارقات ان البنى التقليدية صارت هي الاكثر تطلعا الى دولة مدنية من القوى الامنية والعسكرية على عكس ما كان الوضع في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم. لقد غيرت القبيلة من طريقة تفكيرها بينما شاخت النظم العسكرية وتعفنت وهذا شكل من اشكال التطمينات المستقبلية.   

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...