السبت، 29 أكتوبر 2011

المرحلة 2


المرحلة 2
14 يونيو 2011
1
لا تزال صنعاء تعيش حالة تحفّز كبيرة فمظاهر التوتر الامني لم تختف كما ان الاستعدادت الامنية ما تزال قائمة لكنها اختلفت نوعياً فبدل استعدادات امنية لمواجهات المتظاهرين بدت الاستعدات الامنية على انها انتقلت الى مرحلة قتالية اكثر تقدما وهي استعدادات لمواجهات مع قوى مسلحة محتملة في شوارعه المدينة وزاد من حالة الهلع الفرح الذي نفذه اركان النظام عبر اطلاق النار في الهواء في وقت متأخر من الليل في حادثة ليس لها سابقة تاريخية.
 حالة الهدنة القائمة من الهشاشة بمكان وقابلة للانفراط في اقرب وقت ممكن . لكن الاسوأ من ذلك هو الحالة الاقتصادية والغذائية. البقال المجاور لم يعد قادر على توفير متطلبات غذائية اساسية فليس لديه زبادي منذ ايام ولم يعد قادر على رفد محله بقناني الماء سيئة الفلترة. منذا اكثر من اسبوع وانا ابحث عن موز ولم اجد. الفواكة والخضروات تكاد تنزلق نحو خانة النادر. مواد الوقود والمحروقات هي الاخرى تحكي نوادر كثيرة وصارت في عداد المنعدم.
- اذن السيناريو القادم في تصور انصار النظام هو الاستمرار في العقاب الجماعي والوصول بالمدينة الى فقدان المواد الاساسية وحالة المجاعة وهذا لوحده كفيل بفض الساحات الثورية تحت وطأت الافتقار للمواد الغذائية كما ان انهيار مجال العيش والافتقار للاعمال بدوره سيعمل على فض الساحات نظرا لوضع الناس الاقتصادي البائس.
- فضلا عن ان رمضان على الابواب ولهذا يفكر البعض بان الساحات لن تحتمل البقاء حتى رمضان وهذه حسبة غير صحيحة فيما لو توفرت المواد الغذائية الاساسية وبالتالي ينبغي التنبه الى ذلك مبكرا.
- من المهم توضيح البعد الغذائي واهمية وطبيعة المرحلة التي تشهدها العاصمة على وجه التحديد وايضاح امر العقاب الجماعي للمنظمات الدولية وللمجتمع الدولي.

وبعد ان وصلت الثورة الى هذه المرحلة وهي حالة تتنوع بين المراوحة او القفزات النوعية في مسسيرة الثورة التي تقود بدورها الى مراوحة او دائرة مغلقة لكنها مرهقة للقوى الثورية فان تشكيل مجلس انتقال والحديث عن صحة الرئيس ومسألة امكانية عودته ستستهلك جهود الناس.
- من المهم تشكيل حكومة وطنية واعادة تفعيل مؤسسات الدولة وذلك بالتعاون مع الحزب الحاكم كضرورة حتيمة من اجل فك الحصار المفروض على الساحات وايقاف حالة الاقتتال في المناطق الاخرى مقابل استمرار الثورة بصيغتها الشعبية السلمية كخطوة هامة لتفكيك المؤسسة الامنية والعسكرية الموالية للنظام بان نضعها امام الامر الواقع وتحت ضغط الثوار السلميين وتعزيز قدرات الحكومة الوطنية من اجل تمكينها واستحكامها على المؤسسات الامنية والعسكرية بكافة اطيافها . وكذلك استمرار التعاون والتواصل مع الاطراف الدولية الضاغطة على اركان النظام من اجل استقرار اليمن بحيث يكون هذا الاستقرارا متوافقا مع اهداف الثورة وليس على حسابها.   

2
بعد خروج صالح بهذه الطريقة دخلت البلاد في حالة عائمة غابت فيها الدولة باجهزتها وبالتالي سقطت المسؤوليات الخدماتية والاجتماعية عن هذا الجهاز وهو ما سمح لانصار النظام باستغلال هذه الحالة في تنفيذ عقاب جماعي ضمن استراتيجياتهم في عملهم السياسي. وانشغل المجتمع ككل والقوى الثورية على وجه الخصوص بالبعد السياسي للثورة من خلال الخوض في نقاش حول المجلس الانتقالي والانتقال السلمي للسلطة وصلاحيات نائب الرئيس وهذا سبب حالة سكون للفعل الثوري.
ولهذا:
-  علي القوى الثورية ان تعيد توزيع جهدها وتنظيمه وذلك من اجل الدفع بالمكسب السياسي الذي تحقق منه 60% على اعتبار ان خروج صالح يمثل نجاحا ضمنيا للثورة وبالتالي نتحدث عن التالي ومنها استكمال نقل الصلاحيات الرئاسية وعليهم ايضا تشتيت جهود انصار النظام عبر تفعيل الورقة المطلبية لمحاصرة هذه الجماعات ودفعها الى التسليم بحقيقة عجزها عن الاستمرار وبالتالي تسليم مقاليد السلطة واعادة تفعيل دور الدولة كمقدم للخدمات الاجتماعية.
فمثلا غياب المواد الاساسية والوقود وانقطاع الكهرباء والمياه كفيل بإقامة ثورة مطلبية كاملة.
- ولذا يجب النزول الى الشوراع وتفعيل هذه الورقة هذا من ناحية ومن ناحية اخرى واستكمالا لاهداف الثورة فان على القوى الثورية ان تبدأ مسألة تطهير الفساد بان تطالب باقالة مفسدين في وزارات وهئيات الدولة وعليها ان تطالب باصلاحات ادارية وهيكلية من شأنها تقويم الدولة ويتم ذلك من خلال النقابات والجمعيات والاتحادات المهنية.
- يمكن قياس الوضع الحالي ومدى سيطرة انصار النظام على زمام الامور وذلك بتجريب الخروج في مسيرات عبر شوارع جديدة تخرج عن نطاق المربع الذي حوصرت فيه القوى الثورية في الساحات.
- على القوى الثورية ان تتعامل مع القائم باعمال الرئيس على اعتباره صاحب الشأن والمعني الاول في هذا الوقت وتطالبه بتشكيل حكومة وحدة وطنية والشروع في تفعيل صلاحياته وبهذا فانها تعزز نقل الصلاحيات إليه.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...