الجمعة، 28 أكتوبر 2011

اريس والكوانين 1



باريس والكوانين 1
23 يناير 2011

تتدفق المشاهد في هذه المدينة بسرعة اكبر من اللازم. يستعصي علي التركيز على التفاصيل. كل التفاصيل ؛ المعمارية او الادمية او تفاصيل ديناميكية الحياة. ما اجمل ان تكون في قلب باريس. وان تحيط بك مجموعة من اسماء العلم. الاماكن هنا هي تاريخ التاريخ. لا ابالغ ان اقول ان الفرنسيين لهم مزاج خاص في خلق التاريخ؛ واقصد تاريخهم بالاخص. وهو تاريخ لا ينفصل بذاته لأنه بالتأكيد على اتصال بتواريخ اخرى.
تور ايفيل، بلاس دي كونكورد، ليزالانفاليد، كي دورسيه، غران باليه، لاسامبليه ناسيونال، تريكوديرو، لاديفانس، تشانزليزيه، ارك دي لا تريومف، مونمارتر، بلاس دي لاروببليك، باستيل، افينيو سان جرمان، لاسوربون، جاردان دي ليكسمبور. ليُ سينا. واسماء لا قوة لي بعدها. في باريس الميترو يعلمك التاريخ والسياسة ويعلمك الجمال والفن. ويعلمك اكثر ذائقة جمالية. يحاورك، يدفعك الى حوار الاجيال والجنسيات. في باريس انت ملزم بان تكون على حس كوزمبوليتيني. كل الالوان. كل الاهواء. كل الاعمار. وكل المتوقع واللامتوقع موجود وحاضر وحي. مراهقون بشعر اشقر يتغنجون بحبيبات بعمر الزهور. وبالغين تتلاحق قبلاتهم وكانها مسابقة للقبلات. امرأة صارمة تتصفح الملحق الادبي لجريدة مهيبة. رجل انيق يتصفح كتابه. شاب من اصول افريقية يدندن بموسيقا صاخبة ويهز رأسه. فتاة قمحية تلعب على هافتها. عربي يقرأ قرآنه على الكرسي، سيدة سينغالية تسبّح وتتمتم ابتهالا. شرق اسيوية تبتسم وتخنق ابتسامتها. وما اجمل السيدات كبيرات السن. واجمل منهن الشيوخ. احذية من ماركات فاخرة وبالوان حصيفة, بنطال صوفي. جاكيت مهيب ونظارات باسمة تطل من خلفها عيون متسامحة هادئة. وطاجية غنجاء.
في المطعم يجلس بالجوار رجل وامرأة يبدو انهما ما بعد الستين. تفوح منهما روائح زكية تاخذ قاعة المطعم الى ابعد مشاهد المسارح. يمرحان، يتعاتبان. يتبادلان اغنج الكلمات ويدلل كل منهما الاخر يعرض له كل خيارات الطعام يفضله على نفسه في استباق تناول اللقمة. في الشارع تقف سيدة تراود كلبها بان يعود الى البيت لكنه يحرن عليها ولايرد.  

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...