السبت، 29 أكتوبر 2011

التفكير في مآلات حرب أهلية مفروضة

التفكير في مآلات حرب أهلية مفروضة 
1 يونيو 2011 
 2-
يغيب العقل عند التفكير في مسألة تتصل بالألم. لا يكف الناس في كل ربوع اليمن عن الحديث عن اخر التطورات. ربما يتعمق البعض منهم في الحديث عن تجذر اخلاقيات الثورة ابتداء بسلميتها وانتقالا الى قدرتها على استنهاض الروح الوطنية واستعادة الذات اليمنية وتوحيدها للصوت اليمني في اطار تنوعه. لكن منذ الامس ثمة شرخ حدث في هذه الاسطوانة ليتحول الحديث الى زمجرة تدل على صدمة كبيرة تمس الضمير اليمني وذلك بانتقال المشهد العام الى هبوت امام ازيز الرصاص او دوي المدافع وقد انتشر الرعب  وابتداء الحلم يسخن في طريقه للتبخر بحسب البعض او ربما لصدمة يواجهها الناس في حقيقة ان السلطة لا تملك قدرا مطلوبا من الحكمة. احداث تعز كان العمل المروع الذي دفع بكثيرين من المناديين بسلمية الثورة الى الحديث عن عمل مواز لهذا العدوان الوحشي المتنصل من كل اخلقيات المواجهة ورادع له يسترد الكرامة ويضع حد لهذا التمادي الحاصل في ظل سكوت دولي وربما مباركة اقليمية كما يزعم البعض.

تتشعب التأويلات لما يحصل واكثر من ذلك ان النظرة اصبحت سوداوية بكثافة مفرطة وان الناس عندما يتكلمون عن اجتياح ساحة الحرية الذي حصل في تعز تلتمع في اذهانهم صور البنادق وتتراقص اصابعهم في بروفة ضغط على زناد الرد العنيف. انها طعنة في الظهر قد يراها البعض على انها تعويض لهزيمة اخرى تلقاها النظام في صنعاء ويحاول تعويضها عبر تعز. وقد يبالغ ابناء تتعز في حديثهم عن ما يحدث لمدينتهم المغدورة ويتعاملون مع الامر بعقلية آرية بحسب رأي صديق. على ان الدم اليمني لا يتجزأ لكنه من حق العزل علينا ان نناصرهم في مواجهة آلة وحشية لا تحمل القليل من اخلاق العداء. 

ما اسوأ ان يموت اخوك بين يديك فيما انت تقف عاجزا بلا حراك. في ههذ اللحظات بالذات يستحضر الذهن كل امكانيات العداء والرغبة في الانتقام بعيدا عن العقل ويستجلب معه موروثا ثقيلا تحريضيا يحض على دحر الجهل بالجهل او الجنون بالجنون. ويأتي سؤال: هل انفجر الوطن جراحا غائرة ام دمامل قبيحة؟
ثم ماذا عن خارطة الطريق التي كنا نحيكها بخيوط بيضاء؟

اي رد علينا تنفيذه وما هي قدرتنا على الصبر والتحمل؟ ثم ما هي قيمة التمسك بالبعد الاخلاقي في ظل مواجهة من هذا النوع؟ هل انتهى الرهان على حدود الرغبة على القتل لدى القاتل؟ هل علينا ان نرمي بعيدا توسلاتنا لضمير الانسانية لدى الجلاد؟ ثم ماذا لو سلكنا الاقتتال؟ اسئلة كثيرة لا حدود لها. والاهم ان لا اجابة لها تستطيع ترويض الغضب المحمود مع الاصرار على تحقيق الهدف.

اكثر ما يٌخشى في هذه المرحلة الراهنة هو وصول الناس الى مرحلة اليأس المعززة برغبة في الانتقام. ستكون اكبر مواجهة مفتوحة. وسيكون اضخم مهرجان للجنون. بل ابشع اخوة نكتبها في تاريخنا الحديث. 
هل سنٌترك وحدنا في مواجهة كهذه؟ هل على تعز ان تتخلى عن هويتها كمدينة فاتحة للمدنية في هذا البلد الوعر؟ هل علينا ان نبارك لمن استطاع ان يعمم القبح؟ انه التفكير في مألات حرب اهلية مفروضة.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...