السبت، 29 أكتوبر 2011

اليمن والألم من الداخل

اليمن والألم من الداخل
9 يونيو 2011 

النظر الى اليمن من خلال المشهد الثوري كنص يعبر عن الوضع الحاصل ويجسد حقيقة التحول المنشود بمثابة اختزال جائر لقوة الرياح باعتبارها غير مرئية لكنها مدمرة. بالنسبة لي لست الثورة في لحظتها الراهنة باكثر من انثى كلب تناولت ضمن طعامها قطعة زجاج. ابتلعت قطعت الزجاج. تتقطع بعض احشائها بينما يسيطر عليها احساس بالدوار وشعور حاد بالاختناق. تزئر على نحو مخيف وتتقلب هيئاتها بلا توقف. زئير لا ينبع من قوة وهيبة وانما لأن الألم من الداخل. في تصوري هكذا هي الثورة وهكذا هو حال مكونات عديدة في اليمن سؤاءً الحزب الحاكم او حكومة التسيير وربما الأسرة الحاكمة عينها.

اسوأ من ذلك هو ان التطلع الى يمن ديمقراطي ومديني كعملية جراحية بالغة الحساسية ومهمة لانها علاقة حياة او موت لهذا الجسد يتم التمهيد له عبر ايادٍ تفتقر الى الخبرة في هذا المجال. ثمة مثل عربي رائج التداول في احدى بلدان المغرب العربي يقول: الحلاق يتعلم برأس اليتيم. فهل يعقل أن يتم ارساء قواعد الديمقراطية في اليمن على يد بلد لا دراية له بهذا الشأن؟  

وليس باحسن حال من ذلك تركة الرئيس السياسية التي خلفها لمن بعده خصوصا اقرب الناس إليه. لا ينطبق القول بانها تركة الرجل المريض فحسب. انها مزرعة واسعة ملغومة وبلا خارطة زرع الغام.

اي تعقيد يمكن تصوره في حال كان الورثة والمعنيين لا يملكون من العقل الكفاية. ادل شيء على ذلك هو تنفيذ احتفال متخيل له علاقة بصحة الرئيس وتجري مراسم الاحتفائية باطلاق النار على السماء من كل شبر من العاصمة قبيل منتصف الليل كرسالة من مدعي نظام وحسن ادراة يوحي من خلالها على جاهزيته لادراة البلاد بالنار والحديد. انها اشبه بحماقة مدخن سجائر يصر على اشعال سيجارته جوار برميل بارود في مخزن ارضي لعمارة مأوى الايتام.

تفرغ مخازن اليات القتال في الهواء لاثارة الرعب كطريقة بدائية للاحتفال والفرح بينما لا يخجل احد من ان الكهرباء لا تصل الناس بشكل منتظم في اليوم الواحد وان انقطاعاتها تتجاوز الثلاث الى الاربع مرات في اليوم الواحد. واكثر خزي من ذلك هو طوابير السيارات في شوارع محطات الوقود والتي تمتد لاكثر من كيلومتر في عاصمة بلد منتج للنفط.

كيف يمكن تصور اننا في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين بينما ارباب السلطة ينفذون مسرحية عابثة بأن يجعلوا من العاصمة ملعبا مفتوحا لطلقاتهم النارية في كل اتجاه. 

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...