السبت، 29 أكتوبر 2011

الحب في زمن الحرب

الحب في زمن الحرب
 قصة قصيرة
9 يونيو 2011
كان املهما كبيرا بان يجمعهما يونيو هذا العام. لقد طال فراقهما. فبعد ان سافر لم يتمكن من رؤيتها وصوتها لم يكن يصله إلا لماماً. لكن حزيران هذه المرة لم يكن عند مستوى التوقع. لقد حنث بوعده. كان قائضا منذ البداية وكان بخيلا على الارض بالامطار. لم يبدا المزارعون في بذر الارض وكانت مناظر المدرجات الجبلية وهي عارية يبعث على اليأس والتشاؤم. كانت كالقفص الصدري لجثة ماعز نفقت من الطاعون.
في حزيران تمضي الحيوانات بعبوس كبير فيما لا تكف الحميرعن النهيق. الكلاب على وجه الخصوص تذرع الطرقات وكانها تفتش عن صاعق تفجير لشجارات العائلات. تشح القلوب ويزداد منسوب الخصومات لدي ابناء القرى. يشعر الجميع بضيق لا يدركون مصدره.  

اما المدينة فقد غدت اكواما من الاسمنت، علباً صماء لا حياة فيها بعد ان سكنها الخوف. بينما يتحول مساء المدينة الى استديو هائل للافلام العنيفة. المواجهات المسلحة تحصد الشوارع لتمتد الى اهم المقار الحكومية. قصر الرئاسة لم يعد بمنأى عن هذه الهجمات العنيفة.

كان اسواء ما في الأمر هو اضطراره الى النزوح من منزله تفاديا للموت اثر القذائف التي تنهال على المنازل كامطار نيسان. اكثر من اسبوع هو يتنقل من صديق لاخر بنفس الملابس. يتنقل كحدأة عرجاء لا تقوى على الطيران.

- اشتقتك ولم اعد اقوى على مزيد من الانتظار
- شوقنا نار تلضى في نهارات باردة لعاشقين تفصل بينهما متارس القتال.

كان موعدهما يوم اربعاء. يوم بلا تاريخ مجرد اربعاء. يوم منحوس على المدينة التي لا تعرف الاستراحة من ازيز الرصاص ودوي المدافع.
ما هذه الارض التي لا تحترم رغبة عاشقين. ما هذه الحياة التي لا تفسح المجال للحظة جمال، لمشاعر صادقة. ما هذه الشواراع غير القادرة على ان تئم قلبين احترقا لوعة.

- اريدك. اريد اضمك إلي. اريد ارتوى من قبلاتك. سألثمك. سأعض على شفاهك
- الاماكن حالت بين وصالنا. أني امتلئ بك املا وانتظار.

فات الاربعاء وبعده اربعاء اخر. قطار شوقهما يمر بلا محطة توقف. طلقة فقط قادرة على افراغ كل هذا الحنين. طلقة طائشة قادرة على اغتيال الحب في مدينة اليباب.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...