الجمعة، 27 يوليو 2012

كذبة الجدائل ... الرد لا يأتي من الشَعر


كذبة الجدائل ... الرد لا يأتي من الشَعر
عشر سنوات مضت. عرفتكِ حينها بنفس الارتجال والوجل، بنفس التردد والحيرة.
فرقتنا السنين وأعادتنا ثم فرقتنا وعدنا. ما تزالين حائرة. أمامي، لا تفعلين أكثر قضم أظافرك وسلخ صباغ التردد عنها. كم هي منهَكَة سبابتك اليمنى عندما تسألينها فلا تستطيع الرد عليك.
اليوم فقط شاهدتها وعرفت أنك كنت تحيلين كل الأسئلة إليها. تضعيها بين فلقتيك لتعوق تدحرج الكلمات من فمك.

**
اذكر يومها. كانت السماء ماطرة. بيننا كأسا كابتشينو يزبدان غضباً من طول الانتظار.
نظرتُ في عينيك وسألتك...
فقط شددتي إليك جدائلك. حكتي منهما  كل الأعذار. الردود لا تأتي من الشَعر سيدتي. فقط الصراحة والعزم هما الفيصل.

**
ستخذلنا الأيام في المنعطف القادم. وسترفض هذه الحانة استقبال الخاذلين مجدداً. محطات القطار هذه باتت تشيح لي بوجهها كلما وطأت قدمي سلم القطار، تستدير وتتنكر ما أن أُطلّ برأسي من الباب. قبل أن ادخل المقهى، المقعد الخشبي تذمر هذه المرة. تبلّل بالخجل ولفظني، ضربنا موعدا فضربني برد الخيبات.
ثمة نداء غريب نحو غربة البدن يأتيني كل مساء. فقط إجابتك هي الحاسمة لكل هذه المواعيد.
لا أريد إجابات الوسائد.. أو استشارات صديقات المدرسة. كلهم ذهبوا... بقينا نحن.
**
عقد الثلاثينيات مؤلم حائر. علمني الكثير عن خور القوى وتضائل فرص النجاة. ثمة قارب وحيد، قارب أخير. وطوق على وشك الانتحار. وانت لا تبالين بشيء.
ما تزالين تلك الطائشة المتهورة الخائفة. بعض من مشاعر متناقضة تنتابك عند كل حدث. ساعة كاملة لتكتبين لي سطر واحدا في رسالة الهاتف. ويوما كاملة لتصلني منك تحية من كلمتين على صندوق رسائلي في البريد الاليكتروني.
بالله كم مرة كتبتي ومسحتي؟ كم مرت خاطبتي نفسك: أقول أم لا أقول. صار أفقنا معلوم. وما بيننا من حواجز القول والكلم محصورة بابتسامة على قارعة فناجين القهوة والكؤوس المعتقة.
**
تهربين من أزمنة قاحلة إلى أقحل. تأخذيني من قميصي المقدد في محطات السفر وبقايا أحلام انتزعتها من لوحة ثكلى.
وكلما طلبتك الأصبع تقولين لي: بقي خالي.. بقي عمي. اطلبني من البيت.
لقد سئمت من كل هؤلاء. لست اطلب بيتاً لاستأجره وماذا عساه بيتكم؟ بعض غرف ومطبخ وخلاء وحديقة عطشى كروحينا. سور ومدماك من الحواجز والسنين. أريد دخول البيت الذي أمامي، البيت الذي أنت. أريد اجتياز عتبة هذا التردد والنكوص.
(*) أظنني سأكتب نصوص صاخبة كهذا في رواية لن أتمكن من كتابتها يوما ما.    
غازي اباد
15 يوليو 2012

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...