الثلاثاء، 24 يناير 2012

عن مصر 3 (اصدقاء طيبون)

عن مصر 3 (اصدقاء طيبون)

21 novembre 2011,

سأتحدث عن بعض خواطر عابرة التقطتها من مصر ولم يتسن لي كتابتها والبعض منها كتبتها على صفحتي في الفيس سابقا،

على كلٍ . أول ما أثار انتباهي في مصر هو الماء المتدفق في كل مكان وعبث الناس بالماء خصوصا وان الكافتيريات تترك حنفياتها مفتوحة. ثانيا: أن هناك إجماع على جعل نغمات الموبايل دعاء دينيا وبصوت قوي جدا بينما يتباطأ صاحب الهاتف في الرد كما لو انه بالفعل يستعذب النغمة. معظم الناس لديهم هواتف الصغار والكبار. جميل أن تجد امرأة عجوز بالكاد تنحني او تدور او حتى تتحرك بينما في جيبها هاتف تصل رنته إلى أقصى الآفاق. تنتبه الحاااجة للهاتف وترفعه مقابل عينيها لترد وبما أنها لا ترى جيدا تقرب الهاتف نحو الوجه وتتفحص وتحملق وما ان تتعرف على المتصل يكون الاتصال قد انتهى.

كما أن معظم سائقي التاكسي يشغلون أشرطة قرآن. لكن هذا الادعاء الزائف بالتدين لا يتوقف هنا. بل امتد إلى العيادات ودور الاستطباب. وعندما سألت أجاب معظمهم بان السر وراء هذا العمل هو إبعاد العين الشريرة، المدهش حقا هو ان اكثر الناس استعمالا للقرآن هم أكثر الناس استعدادا للسرقة والابتزاز.
لكن من الأشياء الجميلة في مصر هي جهلهم بالسياسة وبحثهم عن لقمة العيش. ما لم فيكون الأمر إفراطاً في تناول السياسة وبلوازم لهجوية دون اكتمال العبارة. وكذلك فائض اللياقة التي لا نحتملها نحن اليمنيون (فالمجاملة هي الاهانة الوحيدة التي لا نستطيع الرد عليها).

وجدت ان مصر تسعى لان تكون مرجعية دينية مقارنة بالسعودية او ايران او العراق، لذا فلديها اعداد كثيرة من اذاعات القران والعلوم الدينية. في مصر هناك تعمد في تجاور دور العبادة بين مختلف الاديان والطوائف. ولأشكال واحجام الدور دلالات رمزية خصوصا علو المآذن إلى جوار الكنائس العريضة. من المفارقة أن المسيحية اقل انتشارا والاسلام أدنى همة. رغم انتشار مظاهر التعبير عن التعبد إلا أنني وجدت المسجد لأكثر من مرة شبه فارغ من المصليين وهذه مفارقة كبيرة مثلا مع المساجد في اليمن. فمظاهر التعبد اقل لكن المصليين أكثر.

مصر بلد اعلانات اكثر من بعض البلدان الغربية خصوصا البلدان الاوروبية وربما هذا يدل على فوضوية الرأسمالية أو سياسة الانفتاح.
هناك لا مبالاة كبيرة في الحياة العامة تجاه التفاعل الجماعي. كله حال نفسه. بينما تقاعس المجتمع عن عمد مع بعض الاختلالات الاجتماعية كتواطؤ مقصود مع ما لم يروقه من الحرية الاجتماعية. والدليل على هذا هو وفرة المعاكسات واشكال التحرش كعقوبة جماعية تجاه السافرات. في مصر ايضا الناس لا يعرفون سوى مصر وامريكا والقليل عن الاخرين.

في مصر حيث الامتداد الاستراتيجي هو أفريقيا تجد اقل اهتماما بهذه القارة وهرولة نحو الشمال ونحو الغرب.
كرة القدم هي المزاج العام الذي يجمع المصريين، لكنهم مع هذا يقبعون في ثنائية التضاد؛ يا اهلي  يا زمالك. كما يبدو لي لا خيار لطريق ثالث.

في مصر أصدقاؤك من المصريين يستقبلونك على نحو طيب. أطيب من ذلك أن تجد كل واحد منهم وقد جد في حياته شيء جديد خصوصا ما يدل على تحسن وضعه المادي كشراء سيارة مثلا. لكن لا تتهور بتوقع ان يتزوج  مثلا.
في مصر ايضاً كل شخص يستطيع ان يفتيك في أي سؤال تطرحه عليه عدا العسكر فهم لا يعرفون على الدوام.
في مصر ايضاً اذا كنت ليبيا ستجد الحي كله من ليبيا واذا كنت خليجيا ستجد الحي كله من الخليج، واذا كنت يمنيا (حدث ولا حرج) ستجد الحي كله من اليمن، أو ان الحي على استعداد ليكون كذلك.

في مصر العناوين واضحة لكنها اكثر ارتباطا بأسماء الشهداء. كم هي متعبة الذاكرة الوطنية لهذا البلد! في هذا البلد الرئيس انور السادات يحتل مكانا رفيعا في ذاكرة وعواطف الناس. مكانه تتجاوز موقع عبد الناصر.
في مصر اللغة اليومية روائية بامتياز وان كانت تخلو من السردية والخطابية لكنها تعطيك انطباعا كهذا. فالناس يتقنون جعل من الحبة قبة.
هذه بعض ملاحظات وانطباعات عابرة. قد تكون الحقيقة غير ذلك.  

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...