الثلاثاء، 24 يناير 2012

عن مصر 1

عن مصر 1

28 سبتمبر 2011
القاهرة
"للنيل عادات وأني راحل.. "
هكذا قال درويش بعد تجربة مريرة واعلن رحيله عن مصر. ربما، بل كان يتناص مع المتنبي. لست درويشا ولاادعي شرف المتنبي ولن اقول الرحيلا. بل سأعلن انه طاب لي البقاء على هذه الأرض رغم ممانعتي السفر إليها منذ حوالي خمس سنوات.


****
من الدور التاسع في عمارة تنضح بالقدم وتنم على الحداثة يتراءى امامي فندق هليتون ومجموعة مبان رفيعة بينا يمر بين المسافة هذه ماء النيل على استحياء فلا اكاد ارى منه إلا انسحابه الهادئ هربا من الضجيج ليلقى بنفسه في فرحة ملاقاة البحر المتوسط.


*****
جوار مسكني (المؤقت) ينتصب تمثال نجيب محفوظ وكأنه يخطو خطوة للأمام على نحو حثيث وبهيئة بسيطة وتواضع الكبار ربما نحو جنة الأدب وربما نحو نار الإسلامويين. ويبدو ان مصر أُرهقت كثيراً فالشوارع تتعمد بأسماء الشهداء وكم هم الشهداء؟
 أما آن لك يا مصر ان تستريحي وتنظر إلى الحياة؟!


*****
في كل مرة ادخل محل لشراء شيء ما أجد حنفية مفتوحة تقذف الماء بسخاء. اشعر بانقباض شديد لأن الماء يذهب هدراً في بلاد يشقها النيل بينما انا القادم من بلد العطش الى الحياة لكن الكريم  من غبار (عجاج) السنين. في محل بائع الدجاج وددت لو اقفز على منضدة الذبح لاقفل الحنفية بحنق واترك له الدجاجة وإغادره شاتما عادته تلك. بينما في محل العصائر وقفت انا وزوجتي ننظر الى الحنفية. نحملق في الماء ولم نتمالك انفسنا فبادرت الزوجة بتنبيه البائع الى ان الحنفية مفتوحة. بينما زجرته انا يقولي له: لو أن هذا الوضع في اليمن لتسبب ربما بمشاكل! ووقفت على حرف اللام من المشاكل طويلا حتى باشرت زوجتي بالقول لتسبب بالطلااااااااااااااااااق.



*****
ولدي إلياس هذا الطفل الغض الغصن الذي لا ينفك يطرح أسئلة كبيرة. اراد ان نشتري سيارة لا يقودها خاله فقلت له عندما نعود إلى الديار سنحصل على مال وفير ونشتري سيارة صغيرة تكفينا وسنقودها انا وانت. اعجبته الفكرة وقرر شراء سيارة قبل العودة الى اليمن بل اراد شراء السيارة هذا المساء. حاولت اقناعه ان الأمر معقد واننا بحاجة الى مصاريف اخرى وان الفلوس ستذهب في غير شراء سيارة. وبعد اخذ ورد اتفقنا على ان نؤجل شراء السيارة ولكن ستكون سيارة كبيرة هذه المرة بالكاد وافق. ما أن مررنا من امام متجر لبيع السيارات حتى شاهد سيارة كبيرة وقال: 
- بابا نشتري هذي السيارة. 


هل تعلمون ماذا حل بي؟ 
ربما رغبة في البكاء. 
لماذا يا عرب ويا عجم؟ 
لأنها كانت سيارة بورش سوداء اللون تسر الناظرين. 
ومن الاطفال ما قتل!!!

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...