الثلاثاء، 4 مارس 2014

قراءة تقيمية للفعل الثوري في اليمن

قراءة تقيمية للفعل الثوري في اليمن

مصطفى ناجي
 سبتمبر 2011 

"ما ان تنفجر الحرية في نفس إنسان فأن الآلهة لا تقوى على صنع شيء ضده. جان بول سارتر. الذباب."


الهدف من هذه الورقة البحثية هو
- كشف البعد الاجتماعي والاقتصادي للقوى الثورية منذ الشرارة الاولى وصولا الى اخر الاطراف التي انضمت في صفوف الثورة.
- كيف فهم اليمنييون الثورة؟
- انجاز قراءة تقيمية للفعل الثوري في اليمن من خلال دراسة المنحنى الخطي لهذه العملية عبر الامتداد الزمني وقياس مقدار ونوع التطور المنجز.
-استبصار احتمالات تحول الفعل الثوري الى ارهاب وعمل عنيف وتاثيراته الاجتماعية؟   
- كشف امكانية استمرار الثورة من اجل تحقيق اهدافها، نقطة الوصول؟
                                                                     
يتحدد المجال الزمني لهذه الدراسة بفترة انطلاقة الفعل الثوري والتي نقدرها بانها في النصف الأول من شهر فبراير وحتى لحظة الشروع في الدراسة أي النصف الأول من شهر يونيو.

قبل الشروع في هذا العمل نرى ضرورة منهجية تتمثل بالقيام باستحضار تعريف المفردة الاهم لهذه الدراسة وهي مفردة ثورة.

يقدم معجم لوغران روبير Le Grand Robert تعريفات للثورة من خلال سياقات الاستخدام ويبدا بتعريفها على انها حركة في منحنى ثابت. لكن المفردة بدأت في القرن السادس عشر تدل على تغير مفاجئ في المجتمع لتتضح الدلالة على انها تغير مفاجئ وكبير في النظام الاجتماعي والفكري والاخلافي والجمالي. لكن ثمة تعريفات اخرى للثورة على انها تحول كامل (معزز بفكرة تغييرات كبيرة في المجتمع ولكن من دون قسر او عنف) وهذا التوصيف يطلق عادة على الثورات العميقة والخفية. وفي القرن التاسع عشر اخذ مصطلح ثورة يدل على انتزاع واعادة توزيع للسلطة المحصورة في الاوساط القريبة من الحكومة دون مشاركة شعبية. ويشير المعجم الى ان المعنى الاكثر شيوعا للكلمة يدل على انها مجموع احداث تاريخية تحصلت في جماعة بشرية كبيرة ( تكون وطنية في العموم) عندما نجحت مجموعة ثائرة في اخذ السلطة السياسية ونتج عن ذلك تغييرات عميقة في المجتمع (سياسية واقتصادية واجتماعية) وتقترن الثورة هنا بالتمرد او الحرب الاهلية ويمكن لهذه الثورة ان تاخذ بعد صراع الطبقات او الصراع الاجتماعي وقد قال ماركس: إن الثورات هي الدينامو المحرك للتاريخ. ورد في تاريخ الثورة الفرنسية كتعريف للثورة بانها قدوم القانون واعادة بعث الحق واقامة العدل. وقد عُرِفت الثورة الفرنسية بانها اقامت شرطين اساسين للاشتراكية وهما الديمقراطية والراسمالية لكنها في عمقها كانت بلوغ الطبقة البرجوازية الى السياسة.
في حين ان البعد الدلالي للثورة الصينية كان قلبا حضاريا وانقلابا للاعراف وكانت تستهدف القضاء على كل اشكال النفوذ القديمة في الحالة الاجتماعية. الثورة في بعدها الايديولوجي هي تغيير المجتمع بالوسائل الجذرية. وهي في مذهب تروتسكي ثورة دائمة. وهي مقرونة دوما بانها التغيير الذي يولد الاضطراب اذ يصورها روسو على انها عاصفة تثور في دمائه وتبلغ في هنيهة كل اطرافه. وفي الحديث عن الثورة نستحضر دوما مفردات من قبيل القوى الثورية، الحكومة والسلطة الناتجة عن هذه الثورة. يتم الحديث عن انتصار او فشل الثورات. وكذلك الاسباب السياسية والاقتصادية للثورة ناهيك عن مكتسباتها القيمية. فيقال عن الثورة الفرنسية بانها ابنة المسيحية لانها نادت بالاخوة في واحده من مكتسباتها القيمية. تتحول الثورة من فعل إلى نزعة كأن يُنظر الى الثورة بانها غاية سياسية في ذاتها.

وكتعريف اجرائي للثورة اليمنية فاننا نراها هبة شعبية من خلال اجتماع لتكتلات اجتماعية وسياسية وعسكرية مجمعة على ضرورة التغيير كهدف من خلال الرغبة في اسقاط النظام وباستخدام ادوات متنوعة بحسب جاهزية وادوات الثورة لدى كل طرف مع ادراك لاهمية ان تتخذ الثورة مسارا سلمياً قدر ما امكن.


كيفية التقييم

سيتم ذلك من خلال تحديد محوري الحركة باعتبار ان نجاح الثورة باسقاط النظام وتبني نظام ديمقراطي لدولة مدنية هو الحد الاعلى في المحور ص بعد ان يتدرج هذا المحور ابتدأ بتفعيل العمل المعارض للنظام وتعريته ونقل حقيقته على مستوى الداخل والخارج وتفكيك التحالفات التي يرتكز عليها وكذلك دفعه الى الاعتراف بالقوى الثورية وحضورها وفعاليتها ودرجة تاثيرها وتقليص مساحة المناورات لديه وشل قدرته على التحرك وان اليات الوصول الى ذلك هي ادوات الفعل الثوري واساليبه التي تبدأ بالمظاهرات والمسيرات والاضرابات والعصيان المدني والاعتصامات وصولا الى المواجهة المسلحة كاقصى حد للمحور س. 

لا نهدف هنا الى تقييم الفعل الثوري من حيث النجاح او الفشل وذلك لانه فعل اختط له مسارا ما وهو ماضٍ فيه بنسبة حياد معينة ولكن من حيث قدرته على احداث اثر مستقبلي ونوعية هذا الاثر وذلك بالنظر الى طبيعة الانتفاضة الثورية وان كانت انتفاضة راديكالية  ام انها تطبيق لنموذج نظري يمثل تطلعات سياسية وكذلك من حيث طبيعة الانقسام الذي قد تقود اليه الثورة داخل المجتمع وما اذا كان هذا الانقسام يعزز احتمالية الوقوع في دائرة العنف والحرب الاهلية كنتيجة لتباين رؤى القوى الثورية واختلال التوازن بين هذه القوى ناهيك عن ادوات وفعاليات التاثيرات الخارجية (الاقليمية والدولية).


من هي القوى الثورية

"الثورة -  اي ثورة- كالنهر، والنهر – على عظمته- يتألف من قطرات من الماء، والثورة – على عظمتها – كذلك تتألف من أعمال صغيرة أو كبيرة صنعها افراد عديدون من البشر، ومن قطرات أعمالهم- - وفي معظم الاحيان من قطرات دمائهم – يتكون النهر الذي يصنع التغيير ويبدع في الاخصاب والنماء وتاسيسا على ذلك فانه من المستحيل على فرد او افراد معدودين ان يصنعوا ثورة حقيقية،..."[1]

في كشف البعد الاجتماعي والاقتصادي للقوى الثورية التي اطلقت الشرارة الاولى وصولا الى اخر الاطراف التي انضمت في صفوف الثورة يتحدث بعض الشباب الذين خرجوا في الايام الاولى لمسار الثورة وذلك لتهنئة الشعب التونسي على انجاز ثورته عقب فرار بن علي وكذلك لمساندة الشعب المصري في ثورته وكانوا بعد الظهر يعودون ادراجهم وهم لا يملكون قيمة وجبة الغداء وبهذا فان الشرارة الاولى للثورة في اليمن كانت نتيجة وعي سياسي وفهم للضرورة الحتمية للثورة ولكن من فئات قدراتها المادية محدودة. بمعنى اخر ان النخب "الفكرية"[2] هي المحرك الاول لهذه الثورة وكانت تتشكل من كافة الاطياف السياسية المعارضة بالرغم من ان الشباب الاوائل لم يعلنوا انتماءاتهم السياسية علناً لكنهم يضمرون بلا شك ميولات سياسية في بلد تعددي حزبيا[3].

كان الشباب في مجاميعهم الاولى عبارة عن طلاب ونشطاء في الجانب السياسي والحقوقي واحيانا بعيدا عن تنظيماتهم الحزبية.

ثم توالت التضحيات بالوقت على وجه الخصوص حتى ان الشباب وضعوا ابناء القبائل المشهورة بشجاعتها وتضحياتها في موقف محرج لانهم واجهوا قمعا بشعا بصدور عارية وهذا سرع من انضمام بقية الشرائح الاجتماعية الى الثورة. وكانت ابرز القوى التي انضمت في صفوق الثورة هي القوى القبلية لما لها من ثقل في التركيبة الاجتماعية لليمن وكذلك المؤسسة العسكرية المناصرة للثورة والتي احدثت اثرا بالغا باعتبارها قوى عسكرية كانت قريبة من النظام وتمثل سندا له لكنها في نفس الوقت على قدر كبير وهام من الارتباط بالقوى التقليدية والسياسية المعارضة.  

هناك الفئات المهنية من اطباء ومهندسين ومعلمين وغيرهم انظموا بكثافة واصرار الى صفوف الثورة وهذا له تاثير هام باعتبارهم ممثلوا الطبقة الوسطى في المجتمع وحاملي وعي نقابي وسياسي ايضا.

ومن خلال واحدة من مسببات قيام الثورة والتي سنتحدث عنها لاحقا نجد ان الرأسمال كان ايضا مساهما ولوعلى نحو خجل احيانا كثيرة في هذا الفعل الثوري لأنه يرى ان مشروع التوريث وتوغل اركان النظام في الجانب الاقتصادي بالاستقواء بامكانات الدولة سيضر مصالح التجار والمصنعيين على نحو مباشر.

اي ان الطبقة البرجوازية من اثرياء ومتوسطي الثراء كانوا مساهمين بقوة في هذا الفعل الثوري والا لما استطاعت الساحات ان تصمد لمدة تزيد عن مائة يوم رغم الكلفة الاقتصادية ورغم بؤس الواقع الاقتصادي لليمنين على نحو عام.

تفتقر الثورة اليمنية للطابع الثوري الاجتماعي لانها لا تولي هذا البعد حقه فهي تتكلم عن الدولة المدنية وعن الحريات في الاطار العام ولا تتحدث عن منجز منتظر وواجب متعلق بفئة او طبقة اجتماعية معنية كما انها في اهدافها العامة التي يصوغها الشباب تولي البعد السياسي قدرا كبر بينما تكتفي بتحديد مطلب اقتصاد السوق كركيزة ليمن الغد وهذه نقطة من الاهمية بمكان لكنها تفتقر للتوضيح بالنسبة لجماهير الثورة في تقديرنا.

نجد ان البنى الهيكلية للتركيبة الاجتماعية لليمن تتواجد لدى الجانب المؤيد والمناهض للثورة عدا فارق وحيد وهو ان الجانب المناهض للثورة يعتمد ضمنيا في مناهضته هذه على تبريرات مناطقية لا تطلع الى سطح الجدال الدائر حاليا من جهة رسمية لكن لا احد يستطيع نكرانها. والمثل على ذلك هو تخوف بعض ابناء مناطق الهضاب المرتفعة من تفوق الثورة لانها ستقصيهم عن الحكم وستسلم زمام الدولة القادمة الى ايدي غيرهم من ابناء الوسط الغربي او الجنوب. كما ان الحزب الحاكم عمد منذ اليوم الاول في مواجهته لهذه الثورة على تاجيج القبائل حشدها ضد التيارات الحداثية سواء الحزبية او على اساس مناطقي وذلك بتركيز اجتماعات الرئيس مع مشائخ القبائل المحيطة بالعاصمة او توجيه اتهامات مناطقية للقوى الثورية خصوصا في الايام الاولى للفعل الثوري وقد كان رد ساحات الثورة اكثر تصالحا مع هذه القضية اذ يظهر خطاب صعتر في شباب ساحة التغيير ان السلطات تستخدم هذة الورقة لشق الصف الثوري.




ما هي قوة الدفع الثورية؟
تتأتى هذه القوة من اسباب الثورة ذاتها وكذلك قوة وموضوعية اهدافها والتي يمكن ان نوجزها بالاتي
- نموذج ثوري منجز قريبا وفي بلدان عربية وبالتالي عدوى ثورية وتحدي في الارادة الشعبية.
- إنسداد الافاق السياسية للإصلاح والتغيير
- وصول النظام باليمن الى حالة الدولة الفاشلة والحياد عن مشروع دولة الجمهورية اليمنية الموحدة وتحويله الى مشروع عائلي[4]
- السعي لاقامة دولة مدنية موحدة ديمقراطية
- تحول الدولة الى عائق امام التقدم الراسمالي الخارج عن الدوائر المحسوبة على النظام. واستخدام امكانية الدولة لتوظيفها في منافع شخصية ولا تخدم الصالح العام.
- الرغبة الجامحة في استعادة الذات اليمنية المهدورة والمصادرة  واعلاء قيمة هذه الذات
كما تشير ألى ذلك اهداف الثورة وفقا لبيانات اللجنة التنظيمية.

اذن هي توليفة من السخط العام والتذمر من الواقع[5] زائد تطلعات سياسية وهنا ينتقل التذمر والسخط الى وعي سياسي منتظم متمثلا في هبة شعبية ترتكز على تعبئة سياسية اجمعت على هدف اسقاط النظام.

ما هي الثورة لليمنيين؟

في حلقة نقاش حول ربيع الاوطان العربية في احدى المدارس الكبرى في فرنسا اوضح احد المتدخلين ان المجتمعات العربية لا تبحث بالضرورة عن نظام ديمقراطي على النمط الغربي او وفقا للمبادئ السياسية العامة  للديمقراطية لكنها بالمقابل تبحث عن دولة على شاكلة الدولة في اوروبا. اي الدولة التي تكفل لمواطنيها الخدمات الاجتماعية والدولة التي تقوم على اساس عقدي[6].  

كيف فهم اليمنييون الثورة سواء لدى انصار الثورة او لدى من يقفون في الصف المضاد للثورة؟
في صفوف القوى الثورية تتنوع طريقة النظر الى الثورة ومنها:
- تطلعات سياسية تريد استعادة واقامة الحقوق السياسية والاجتماعية للأطراف المشاركة في العملية السياسية
- ضرورة حتمية لايقاف التدهور الحاصل في الجهاز الاداري للدولة وايقاف مشروع السلطنة وكبح الفساد والحصول على الحقوق الخدمية.
- فرصة تاريخية لتحقيق التنمية المنشودة والخروج من دائرة الفقر

بينما ينظر اليها الطرف الاخر من انصار النظام على انها: 
- خصومات تقليدية بين النظام واركانه وانصاره من جهة وعناصر المعارضة التقليدين سواء السياسيين المتمثلين بالاحزاب السياسية المعارضة او الشخصيات الاجتماعية ذات النفوذ التقليدي.    
- الوصول الى مفترق طرق تتقاطع فيه المصالح الاقتصادية والاجتماعية لمن هم خارج السلطة مع النظام واركانه.
- الوصول إلى السلطة خارج صناديق الاقتراع.
- محاولة انقلابية على الشرعية الدستورية التي تفضي بإنتهاء ولاية الرئيس في 2013
- انقلاب على النظام القائم وبدوافع مناطقية من اجل انتزاع السلطة من القائمين عليها


تسلسل تاريخي لاهم احداث العفل الثوري وتحليلها

ينظر البعض الى ان بداية الاحداث في اليمن والتي قادت الى ثورة تعود الى تاريخ 18 يناير 2011 وذلك بحركة احتجاجات كبيرة تتمثل بمظاهرات واعتصامات مطالبة باصلاحات وعدم التوريث او تمديد حكم الرئيس وكانت هذه الحركة كفعل معارض قامت به القوى المعارضة متمثلة باحزاب اللقاء المشترك. على إثرها اعلن صالح في 02 فبراير انه لن يترشح مجددا بعد العام 2013. انطلقت ثورة الشباب اليمنية أو ثورة التغيير السلمية يوم الجمعة 11 فبراير/شباط عام 2011 م الذي أطلق عليها اسم "جمعة الغضب"[7] (وهو يوم سقوط نظام حسني مبارك في مصر) متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي وثورة 25 يناير المصرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. قاد هذه الثورة الشبان اليمنيون بالإضافة إلى أحزاب المعارضة للمطالبة بتغيير نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاماً, والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. وكان لمواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل فيسبوك مساهمة فعالة في الثورة إلى حد كبير, حيث ظهرت العديد من المجموعات المناوئة للنظام الحاكم بدأت بمطالب إصلاحية ثم ارتفع سقف المطالب إلى إسقاط النظام. ومنها مجموعة " ثورة الشعب اليمني" و "ثورة الشباب اليمني لإسقاط النظام". ولعبت هذه المواقع دوراً كبيراً في تنظيم الاعتصامات واستمرارها، وفي الخروج بالمسيرات. ثم اعلن صالح في 10  مارس عن (دستور جديد) وانتخابات تجرى في بداية  2012. اول مظاهرات نسائية في 12 ابريل في محافظة اب واخرى في العاصمة صنعاء في 18 ابريل. إستمرت الفعاليات الاحتجاجية في الساحات في مختلف المحافظات رافقها سقوط العديد من الضحايا في صفوف المحتجين سلميا بين قتيل وجريح على يد القوات الموالية لصالح وأنصار النظام. قامت السلطات في اليمن  بطرد صحفيين اجانب[8] في 15 مارس.
 و قد كان يوم الجمعة التي عرفت بجمعة الكرامة 18 مارس يوما مفصليا في الثورة اليمنية حيث انضم بعدها الكثير من مشائخ وزعماء القبائل والشخصيات الاجتماعية إلى الثورة بعد أن انضم إليها اللواء علي محسن الاحمر يوم الاثنين 21 مارس[9] بعد تأثره بمذبحة جمعة الكرامة التي راح ضحيتها 52 شهيدا من الشباب المعتصمين السلميين في ساحة التغيير بصنعاء إلى جانب أكثر من 700 جريح بنيران القناصة التي قال المعتصمون أنهم ينتمون إلى الحرس الجمهوري وبلاطجة الحزب الحاكم فيما رد الرئيس صالح أنهم من سكان الحارات المجاورة لساحة الاعتصام والذين تضرروا من المعتصمين[10]. ورغم كمية الاستقالات الرهيبة التي حصلت بعد انضمام علي محسن للثورة إلا أن التباطئ في الزحف للقصر الجمهوري من قبل شباب الثورة أعطى الوقت لصالح لاعادة ترتيب اوراقه ومنها مسارعته إلى حل الحكومة وتكليفها بتصريف الاعمال خشية ان يقدم الوزارء استقالتهم بعد أن قدم ثلاثة وزارء منهم بالفعل استقالتهم يوم الاثنين. لم يحتمل النظام التغطية الاعلامية للاحداث في اليمن وصب غضبة على وسائل الاعلام وعليه اقدمت السلطات على اغلاق مكتب الجزيرة في صنعاء وسحب تراخيص عمل للمراسلين[11]  في 23 مارس. 
ثم اعلن الرئيس صالح في 23 مارس عن استفتاء على الدستور وانتخابات تشريعية ورئاسية قبل نهاية 2011 . في 28 مارس حدث انفجار في مصنع للذخيرة جنوب البلاد تركته السلطات واقدمت مجاميع مختلفة على احتلال المصنع ونهبه لكن الانفجار اودى بحياة الكثيرين. جرى تدخل اقليمي لاحتواء الاحداث في اليمن فكانت هناك مبادرة خليجية تنقذ الموقف وتقضي بخروج الرئيس بعد شهر من تاريخ قبوله المباردة وبعد تشكيل حكومة وطنية ونقل صلاحيات رئيس الدولة الى نائب الرئيس. تحول الفعل لاثوري في اليمن الى اعتصام دائم في ساحات التغيير والحرية والى انشطة اخرى من قبيل الاضرابات والعصيان المدني لكن المشهد السياسي انتقل الى حالة من التفاوض والمراوحة بشأن قبول او رفض المبادرة الخليجية من قبل الرئيس صالح ونظامه من جهة والمعارضة السياسية من جهة اخرى اضافة الى مواقف شباب الثورة. فاعلن الجانب الرئاسي موافقته على المبادرة في تاريخ 23 ابريل إلا ان الاف المتظاهرين استمروا في مطالبتهم برحيل صالح وذلك في اليوم التالي من قبول المبادرة[12]. وبعد مرور فترة من الشد والجذب بشأن المبادرة جرت اول محاولة للزحف من قبل بعض شباب الثورة على مجلس الوزراء 11 مايو[13] ليسقط بذلك عشرات من القتلى بين الشباب العزل في مواجهات مع قوات امنية وانصار النظام المسلحين بعد ان كانت المواجهات قد توقفت في صنعاء على الاقل. في 18 مايو قدرت وكالة الانباء الفرنسية ان ضحايا الاحتجاجات في اليمن يبلغ اكثر من 180. قام انصار النظام في 23 مايو بمحاصرة الزياني رئيس مجلس التعاون الخليجي ودبلوماسيين عرب واجانب في السفارة الاماراتية في صنعاء[14] في اطار جهود دبلوماسية اقليمية ودولية للتوقيع على المبادرة الخليجية بعد ان لاقت هذه المبادرة نصيبها من التعديللتصل الى النسخة الثالثة. فاعلنت على اثر ذلك دول مجلس التعاون الخليجي تعليقها للمبادرة[15]. وفي نهاية شهر مايو ساءت الاوضاع اكثر لتبدأ المواجهات بين جانب قبلي وبين قوات النظام في العاصمة صنعاء بيما تعرضت ساحة الاعتصام في تعز لاجتياح من قبل القوات الحكومية ولم تعرف بعد النتيجة الدقيقة للضحايا وبدات جولة من المواجهات بين جماعات قبلية مسلحة وقوات الجيش والامن تهدف المجاميع المسلحة من ذلك إلى استعادة الساحة وحماية المعتصمين على اثر هذه المواجهات اعلنت المعارضة اليمنية ان المبادرة الخليجية قد انتهت. وتوقفت المواجهات في العاصمة صنعاء في 4 يونيو بعد محاولات وساطة متعددة بائت بالفشل وكان توقفها اثر تعرض القصر الرئاسي في 03 يونيو لقذيفة في مسجد القصر اودت الى اصابة اكبر رموز النظام بما فيهم  صالح الذي نقل اليوم التالي على اثرها الى المملكة العربية السعودية لتقلي العلاج[16] مع غموض حول وضعه الصحي. لتصل بذلك نتيجة الضحايا في هذه الاحداث الى 370 قتيلا.    

من خلال التسلسل الزمني لمسار الثورة مع الوسيلة المتبعة وصولا الى حلقة المواجهات المسلحة كاحدى حلقات العمل الثوري وانتهاءا بحادثة القصر الرئاسي يتبين ان المواجهات لم تطرأ إلا منذ نهاية شهر مايو وهي قياسا بالمدة الزمنية للفعل الثوري الذي تشكل في النصف الاول من شهر فبرير لا تمثل اكثر من واحد الى ستة.  وهنا نستنتج التالي:

- اهمية الفعل الثوري في انه جمع حشود جماهيرية في لحظة كان الشارع اليمني يمتاز بغياب القيادة. بدليل ان المعارضة تفاجأت بهذه الهبة كما هي مفاجأت النظام[17]. وهذا يعود في تقديرنا الى ان القوى الثورية المتواجدة حاليا في الساحات لم تكن قبل هذا الحدث ثورية. ربما كانت اسباب الثورة قائمة ولكن لم تكن الثورة متوافرة كنهج.

- تتبع المدة الزمنية للفعاليات السلمية في الفعل الثوري مقارنة بمدة المواجهات التي جرت على مقربة او ضد ساحات الثورة حيث بدأت المواجهات بين اتباع الشيخ الاحمر والقوات الحكومية في 3 يونيو 2011 بينما تمسكت القوى الثورية بالسملية منذ بداية نشاطها الثوري[18].

- اصرار القوى الثورية على العودة الى الساحات بعد انتهاء المواجهات مع القوى الحكومية او بعد حسم الامر لصالح انصار الثورة كما هو الحال في محافظة تعز وهذا يمثل تمسكا كبيرا بسلمية الثورة او ادراكا من القوى الثورية باهمية النضال السلمي[19]  وابلغ من ذلك هو تأني المجاميع القبلية والمسلحة في هذه المحافظة في الرد المسلح على القوات الحكومية بعد اجتياح هذه الأخيرة لساحة الحرية في تعز.


- هناك نقطة اخرى من الاهمية وهي تصريحات القوى القبلية او العسكرية المناصرة للثورة وتمسكها بمناصرتها السلمية للثورة ويتجلى هذا من خلال بيان الجيش المنشق عن النظام يوم 21 مارس وتاكيد على دعمه السلمي كما ان قوات الفرقة في صنعاء لم تنجر الى اي رد فعل عسكري تجاه ما كانت تتعرض له من تحرشات او اعتداءات خصوصا اثناء المواجهات بين القوات الحكومية واتباع الشيخ الاحمر. وكذلك من خلال التصريحات المتتالية للشيخ صادق الاحمر وحتى تصريحاته بعد وقف المواجهات بين اتباعه وبين القوات الحكومية في شهر يونيو. 

بالنسبة لابناء القبائل في المحافظات المحيطة بصنعاء فان القبائل اكتفت بمحاصرة قوات الحرس الجمهوري وشل حركتها التي كانت تحاول التحرك الى أماكن أخرى لفرض السيطرة او الدخول في مشهد المواجهة رغم تعرض مناطق القبائل للقصف العنيف بما في ذلك استخدام قوات الجو خصوصا في منطقة نهم وارحب.


في هذه المرحلة هل تفكر القوى الثورية بمواصلة فعلها الثوري الذي كانت تهدد به ويقصد ذلك الزحف والاستيلاء على جهاز الحكومة ام انها توصلت الى قناعة ان جهاز الدولة من خلال المسميات التقليدية لا يمثل النظام المطلوب الاجهاز عليه لانها اختزلت وجهة الخصومة بان تطال الرئاسة ذاتها. واستجابة ضمنية للمبادرات الخارجية التي تريد الاخذ بيد الثورة نحو نهاية ما ليست بالضرورة النهاية المرومة من قبل القوى الثورية؟ ثم كيف ستتعامل مع التركة الكبيرة للنظام ويقصد بذلك الاجهزة الامنية والمؤسسات العسكرية التي ما تزال بيد اركان النظام اضافة الى القدرات المادية والقدرة على الحشد وتسخير الاموال من اجل كبح المد الثوري واعاقته او تكوين جبهة مضادة قادرة على كسر شوكة الفعل الثوري؟

يعتري الفعل الثوري في المرحلة الراهنة بعد خروج صالح لتلقي العلاج حالة من السكون والتركيز على المكاسب السياسية للثورة وذلك من خلال تمكين نائب الرئيس من الصلاحيات وتشكيل مجلس انتقالي وهنا تقف القوى الثورية محاصرة بمجموعة من الفاعلين المحليين والدوليين وكل يملك ادواته الخاصه للتحرك وربما لا تملك القوى الثورية من خلال ادواتها التي استخدمتها منذ بداية الثورة حتى الان فرصة كبيرة للمناورة والضغط في حين ان عليها ان تكون الاكثر حضورا في المشهد كي تمرر اهدافها. 

يبدو ان القوى الثورية خصوصاً القوة السياسية قد انسوا الى المبادرات او على الاقل فحوى المبادرة الخليجية وسيسمحون لها بان تمر.  كما ان التشخيص الممكن لما يجري في ساحات الثورة هو الولج في جدل ناتج عن اجترار موروث القضايا السياسية التاريخية نحو قلب الفعل الثوري وبالتالي وقف الماضي عائقا دون الاشتغال على الحاضر وغاب التفكير بالمستقبل. وهذه مرحلة حرجة لان الماضي لا يوفر شرعية مريحة لكثير من قوى الثورة. لكن التساؤلات المتداولة بين الصفوف الثورية تدل على احقية الثورة كحدث تاريخي وعلى شعبيتها ورغبة المشاركين فيها على الخروج بثورة متعالية على مساوئ الماضي وان كان ذلك باثارة السؤال حول شرعية القوى الثورة عينها. 

غير ان ما ينبغي فعله هو الاصرار على المضي بالثورة الى غايتها وتفعيل اشكال النضال الثوري وتصعيد هذا العمل لتحقيق الاهداف  فلا تكون القوى الثورية الشبابية اداة لا اكثر بيد المكونات الاخرى المحلية والدولية. والاهم من ذلك عدم تفويت فرصة هذا التغيير التاريخي.


نقطة الوصول

عوامل نجاح الثورة هي قدرتها على التحول من الحدث الصاخب الى التوافق مع مصالح شرائح اجتماعية وسياسية كبيرة. قدرتها على تحقيق اعلى قدر من التصالح بين القوى الثورية وتشكيل حوار وطني على قاعدة شعبية عريضة كفيل بتجاوز صراعات الماضي وقادر على حشد الطاقات من اجل البناء. وكذلك قدرتها على خلق تحول اجتماعي وثقافي يعزز التحولات السياسية المنشودة او التي شرع العمل بها. 

تنشد الثورة مجتمعا مدنيا ديمقراطيا لكنها لا تحدد تفصيلا ابعاد هذا المجتمع مع انها تتحدث عن الادوات المؤسسية التي ستنفذ هذا الوعد ونقصد بذلك اعادة هيكلة المؤسات الامنية والعسكرية. اقامة نظاما برلمانيا. التعددية الحزبية وما الى ذلك...

في كتاب الاصول الاجتماعية للديكتاتورية والديمقراطية يقترح المؤلف ثلاثة اشكال للوصول الى المجتمع الحديث وهي خلاصة تجارب بشرية وهي الثورة البرجوازية التي ادت الى تطور الرأسمالية والديمقراطية البرلمانية (فرنسا، امريكا). السبيل الثاني كان برجوازيا ولكن بادوات راديكالية وفي غياب موجة ثورية قوية وانتهى بالفاشية ويقصد بذلك الثورة من اعلى كم هو النموذج الالماني قديما. والسبيل الثالث هو النموذج الشيوعي[20].

ما هي عوائق الديمقراطية اذن هل هي القبيلة ام الجماعات الدينية ام الطبقة الراسمالية التي كونت تراكمات راسمالية لكنها لم تطور ثقافة راسمالية تهتم بالتنمية وتساعد على تطور الحقوق والمنظومة القانونية لانها تعودت على الاقل لفترة تزيد عن عقدين من الزمن على الاشتغال خارج القانون ضمن تحالف كبير للكارتل التجاري والنظام السياسي[21] وصولا الى انخراط اركان النظام السياسي في العمل التجاري والاستثمارات بعد استخدام المال العام للاغراض الشخصية.

يرى الدكتور عادل الشرحبي في دراسة له حول ازمة التحول الديمقراطي في اليمن ان ازمة التحول الديمقراطي تكمن في جزئية التحولات الاجتماعية وعدم شمولها وكان ذلك من خلال افراط التغييرات السياسية مع اهمال جوانب التحولات الاجتماعية والثقافية وانه تحول كانت تقوده قوى اجتماعية تقليدية وتوجهها ثقافة شمولية.
ويهمنا هنا التذكير بالطريقة التي ادار فيها الحزب الحاكم في اليمن الدولة وذلك من خلال مصفوفة تحالفات مع القوى التقليدية واصحاب الرساميل على حساب اسس بناء الدولة الحديثة اذ تم تبني نهج زبوني[22] في التعامل مع الشأن العام وفق الية توزيع الريع من اجل البقاء في الحكم.

ويحدد الدكتور عادل الشرجبي مجموعة مبادئ لضمان هذا التحول منها اصلاح الادارة العامة باعادة تاهيل المؤسسات العامة وذلك بالفصل بين الحزب الحاكم والدولة، اضعاف هيمنة القوى التقليدية في الريف على اجهزة الدولة ومؤسسات الحكم المحلي، استكمال فرض هيمنة وسيادة القانون على النطاق الاجتماعي والجغرافي، مكافحة الفساد واصلاح النظام الانتخابي للانتقال من ديمقراطية الانتخابات الى ديمقراطية المشاركة، وفي الاخير تعزيز مكانة البرلمان في الحياة السياسية ودوره الرقابي[23] 3.ص. 124-129 

مآل الثورة

المسارات التي تختطها الثورة اليمنية للوصول الى الديمقراطية وحكم الدولة المدنية في ظل تكوينها الاجتماعي وبنيتها السياسة والبعد الاقتصادي يطرح تساؤلات اساسية في قراءة مآل الثورة وامكانية الانزلاق الى مربع العنف من قبيل :
هل يمكن لمشائخ كبرى القبائل القبول بدولة مواطنة تلغي عنهم الامتيازات الاجتماعية بل والاقتصادية والسياسية التي رسخها نظام صالح[24]؟ وهل سيقبل الحوثيون بدولة لا تمنح امتيازات تقوم على البعد الديني أو"السلالي"؟
ثم ماذا عن المؤسسة العسكرية المناصر للثورة وما هي الحصة التي ستطالب بها عقب نجاح الثورة لقاء دورها في حسم الثورة والقضاء على صالح ونظامه؟


التساؤلات هنا تركز على الاستعدادات والتي تبدو انها لا تمثل تعارضا مع سقف طموحات شباب الثورة وهذه المواقف يتم الاعلان عنها مرارا والتاكيد عليها من قبل المؤسسة العسكرية المتمثلة بالجنرال علي محسن او من قبل صادق الاحمر.

 ناهيك عن انه من الممكن الحكم على  الثورة حتى هذه المرحلة بانها انجزت تحولا ثقافيا يقود الى وعي سياسي لدى افراد المجتمع اليمني وعلى افراد القبائل ومشائخهم ايضا. فمثلا كان المجتمع اليمني يعيش حالة عزلة وانقسام راسي وافقي. فالعزلة تأتت من القوالب الذهنية التي كانت تروج عن كل فئة او جماعة او منطقة وهنا كانت كل منطقة تدعي تفوقا لا مبرر له على اخرى وتقوم هذه الفوقيات على اسس جغرافية بالدرجة الاساس وهذه تعد من اشكال الانقسام الافقي ام الانقسام الرأسي فكان يتمثل في نمو طبقة سياسية واقتصادية  طفيلية بطبعها تعتمد على النظام الزبائني المتبع من قبل النظام وبالتالي طبقة اجتماعية ايضا وفقا للمعطيات السابقة على اعتبار من اقترب من المناصب الحساسة والمدرة للدخل لدى الدولة يمكنه ايضا ان يبني مجده الاجتماعي. ولهذا حدث شرخ في المجتمع اليمني بلغ منظومة القيم ذاتها. ولم تسلم ايضا القبيلة من هذا التشوه[25] وكذلك استبدلت معايير النجاح ولم تعد الانتاجية والكفاءة من المعايير.

لكن ساحات الثورة فتحت افاقا جديدة وجمعت افرادا من مناطق عديدة ومن تيارات فكرية ومذهبية متباينة ايضا كانت فيما سبق على عداوة لكنها تقاربت وتعارفت. الابلغ من ذلك اننا نجد على نحو ملفت شغف افراد القبائل على تناول الصحف والخوض في جدالات سياسية بمفردات سياسية وقانونية بحته وهذا يعد اثراءا للثقافة العامة.

ولكن على اعتبار ان التحول الديمقراطي مرهون بالتحول الاجتماعي والثقافي فانه من الصعب في الوقت الحالي قياس التغيير الثقافي المحفز للديمقراطية خصوصا لدى مشائخ القبيلة لان اللحظة الراهنة لم تقدم اكثر من خطاب عام ولم يتم الانتقال الى المرحلة اللاحقة من الثورة وهي وضع الاهداف موضع التنفيذ وبالتالي تعارض مبدأ المساوة امام القانون مع المكانة الاجتماعية للمشائخ مثلا او تعارض فهم الليبرالين للدولة المدنية مع الجماعات الدينية او المحافظة. ولكن هناك بعض مؤشرات منها ان الثورة قامت على اساس السلمية وكان الجميع حريص على هذا المبدأ. بينما تم إجبار اولاد الشيخ الاحمرللتخلي مؤقتا عن هذا المبدأ وانجروا الى الشرك الذي وضعه لهم النظام بان استجابوا للمواجهات المسلحة من باب الدفاع عن النفس. في حين ان هذه الاستجابة لم تلهيهم عن الثورة ومبادئها وبالتالي اعلنوا ان هذه المواجهات لا تمس الثورة وسلميتها بشيء. واكثر من ذلك دلالة هو قبولهم بتطبيق الهدنة ولو من طرف واحد في بعض الاحيان ايثارا لنجاح سلمية للثورة.
بينما هناك مشاهدة اخرى تمثل صدمة للمتابع للامر وهي ان ابناء تعز وبعد ان تعرضت ساحتهم لاعتداء غاشم استجابوا هم ايضا للمواجهات مع قوات النظام وبدأ الحديث عن قبائل تعز واستخدامها للسلاح من اجل حماية ساحات الثورة السلمية. وهذه نقطة لم تكن منتظرة على اعتبار ان هذه المدينة كانت تقدم نموذجا للفعل الثوري السلمي[26].

في الحديث عن الثورة ينبغي الحديث عن اطراف الثورة سواء انصارها او معارضيها وبالتالي الحدث عن طرفي المواجهة وهنا يلزم التذكير بان مناهضي الثورة من القدرة والعدد بمكان لا يمكن تجاهله بل ان هناك شبكة مصالح تربطهم ولن يتخلوا عنها بسهولة . وربما كان هناك سوء تقدير من قبل القوى الثورية لقدرة الطرف المناهض للثورة على ان الثورة قدمت انتصارا اخلاقيا بسلميتها وانها مثلت استعادة للذات اليمنية وصهرا للمكونات الاجتماعية لليمنيين وان كانت المسالة نسبية بل واستردت امل التغيير وتحقيق الافضل.

وعليه فان الثورة بانتصارها ستحدث انقساما على صعيد المناصرين ومن خلال توليفة هذه القوى وتباين ايديولوجياتها ومنطلقاتها وسنجد فرزا حادا بين قوى اليسار والليبرالين من جهة وبين القوى التقليدية والمحافظة والجماعات الدينية من جهة اخرى. ومن ناحية اخرى سنجد في المقابل مقاومة شديد تحول دون التغيير يقوم بها انصار النظام ومن كانت لهم مصالح كبيرة سواء سياسية او اجتماعية واهم من ذلك مصالح اقتصادية.
على ان التدخلات الخارجية قادرة على ان ترجح كفة طرف او اخر خصوصا وان هناك من يساند التغيير في اليمن ويدعم التحول الديمقراطي ولو بجرعات معينة وهناك من يفهم ضرورة التغيير ولكن لا يريد السماح لهذا التغيير ان يمر دون ان تكون له القدرة على السيطرة عليه وتحديد مساره وافاقه.

نجاح الثورة مرهون اذن بعدة اشياء هي في تصورنا:
- تصور نموذج اداري بديل للحاصل وقدرة القوى الثورية على ابتكار اليات لتعزيز النجاح السياسي واستنهاض الثورة الادارية.
- الوقوف على الوضع الحالي واعادة تشخيصه لمعرفة العوائق واستلهام وسائل تجاوزها.
- مقدرة الثورة على تحويل الاهداف الى برامج تؤسس للوائح ادارية وناظمة للحياة السياسية.
- استكمال الافكار الثورية لبناء فلسفة ثورية تقود الى عقيدة ثورية تدافع عن البرامج التغييرية وقطع دابر اي حرب حتى يتسن العمل من اجل الاعمار والتنمية.

لكن السؤال عن استمرارية الثورة يتطلب معرفة قوة الدفع للثورة وهي كما اوجزناها انفا بان مجموع من سخط عام وتذمر اضافة الى تطلعات سياسية. "إن الأصول الثابتة تندفن وتنفصم، وتظل تغصن بمجرد شم روائح المطر، وذرور وجه الربيع، فالأصول دائمة الايراق والإغصان اما العوارض فتنقرض [...] اما الاصول فتتشبث بخلود الأرض، لكي تصعد منها فروع تتأصل فتصبح اصولا لسواها.. قد تغايرها وقد تجدد تياراتها[27]".
بالتالي فان الوعي الثوري وطابع الثورة واصالتها وحاملها الشعبي هو ضمان استمرارية الثورة لكن الاستمرارية مرهونة بالنجاحات التي تحققها الثورة تباعا. وهذه النجاحات تكمن في مقدرة الثورة على احداث هزة اجتماعية لتحريك ركام من العادات والتقاليد. ومقدرتها ايضا على خلق تحول ثقافي يشمل ايضا التحول الثقافي فيما يخص الادارة العامة. 


ويعتمد نجاح الثورة واستمراريتها على ثلاث مرتكزات هي: الثورة وفلسفتها، الثوار وعزيمتهم والمناخ العام. على اعتبار الثورة هبة شعبية فان هذه الهبة في اليمن لم تكن آنية لانها اثبتت من الصمود ما يزيد على اربعة اشهر وطالما واسباب قيام الثورة قائمة فان الثورة مستمرة هذا لان زوال النتيجة مرهون بزوال المؤثر وعليه يمكننا القول بحتمية استمرار الثورة طالما وعناصرها هي الواقع المتمثل بالانسان والمناخ العام وسرعة عدوى التغيير في العالم. وهذه النقطة الاخيرة تتيح لنا التفاؤل باستمرار الثورة لانها تزامنت مع قيام ثورات اخرى في اقطار عربية ونجاح اي من الثورة الليبية او السورية سيمثل عامل خروج من هذه المراوحة بل وسيزيد من الوهج الثوري في اليمن.  


ماذا صنعت الثورة ؟

- الثورة حققت الثورة كحدث تاريخي وواصلت ثوريتها وشعبية قواعدها وشرعية وجودها"[28]

- عبر وسائلها السلمية استطاعت الثورة كسر حاجز الخوف لدى العامة واخراج الكتلة الصامتة ودفعها نحو فعل احتجاجي جماعي وبالتالي خرجت الناس من دواوينها ومن فائض الجدل في القضايا المعيشية والسياسية نحو فعل منظم وضاغط وحضاري في آن.

- عرفت الناس من خلال الفعل الثوري حقيقة هذا النظام وعرّت فساده واجهزته الامنية والعسكرية  والاستخباراتية منها على وجه الخصوص. فمثلا كان الامن القومي خطا احمرا لا يتم الحديث عنه الا همسا بينما اضحى اليوم موضع تساؤل حول شرعية وجوده, وبات من الضروري عليه ان بقي في الايام القادمة ان يعيد تقييم علاقته بالعامة وان يعيد تعريف مهامه.

- خرجت الناس بهذه الحشود ومن كافة الشرائح العمرية ومن مختلف المناهل الفكرية والمذهبية ايضا واهم من ذلك التواجد النسائي وهو بمثابة هزة للموروث الاجتماعي الجامد ويعد تكاملا عضويا بين الثورة كاهداف وقيم مجردة وبين جسدها المادي المتفاعل. لذا فان المرحلة القادمة ستشهد تفاعلا سياسيا عاليا وزخما كبيرا في اي عملية انتخابية تنظم في البلاد وفق قانون انتخابات متوازن ناهيك عن التزام الناس بالتغيير والسعي اليه.

- يعد التمسك بمدنية الدولة انتصارا كبيرا للحداثة على الجمود والتقليد ورغبة خالصة في التخلص من رواسب الماضي. 

- تمثل الاهداف التي اعلن عنها شباب الثورة نسقا فكريا متجاوزا طريقة التفكير التي يمضي عليها النظام ولهذا فانها تؤسس لفلسفة مرحلة جديدة اكثرا ثراءا وحاضنة للابداع.

- نجحت الثورة في قطع هذه المساحة الزمانية وبالتالي اوجدت لها عمرا لا يقاس باليوم وانما بمجموع ايام كل الشباب المرابطين في الساحات او في منازلهم او مقار عملهم.

- وفرت الثورة رافعة شعبية واسعة تقوم على رفض القائم وتنشد الافضل، ليس هذا فحسب، بل ان هذه الرافعة الشعبية كانت وراء تشجيع التجار وضباط الجيش والامن وكبار مسؤولي الدولة على التحاقهم بصفوف الثورة كما انها لم تبخل على الثورة بان قدمت تضحيات جليلة من شهداء وجرحى ومرابطة وتحمّل هذا الظرف الصعب والبقاء على اطراف الاعصاب لقرابة اربعة اشهر.

- قبل الثورة كان الجدل في الشأن العام والسياسية بالذات يتم بين طرفين فقط هم النظام او الحزب الحاكم و المعارضة السياسية بينما بعد الثورة تم اجتراح طريق ثالث ورابع وصار الشباب رقما هاما لن يتم تجاوزه لانه كبير بحجم طموحات الثورة.

- اسقطت الثورة معظم المخاوف التي كان النظام يسوقها محليا ودوليا من قبيل تهديدات للامن والاستقرار على شاكلة ارهاب او قاعدة او انفصال او احتراب اهلي وتمرد القبائل وصار الجميع يعرف ان التهديد الحقيقي للامن والاستقرار هو استمرار النظام لانه المصدر الحقيقي للمخاوف التي كان يدعي انه يكافحها.فلقد خفت حدة المطالب الانفصالية وانظم الحوثيون الى الثورة السملية وساندوها.... 

- اطلق الفعل الثوري الكثير من الطاقات الابداعية والخلاقة وذلك بتوفير فضاء مفتوح لورشات فنية وفكرية. كما نتوقع ارتفاع عدد مستخدمي الانترنت في اليمن وزاد عدد منتسبي المواقع الاجتماعية خصوصا الفيسبوك.

- توافرت علاقة تعاضد بيني لدى ساحات الثورة في الجمهورية فكانت كل ساحة تنفذ فعالية تضامنية مع ساحة اخرى تعرضت لعملية قمع. وتعززت اللحمة الوطنية ومثال ذلك اقامة احتفال شعبي بعيد الوحدة اليمنية لم يتم انفاق مبالغ كبيرة عليه واحتفل الشعب بوحدته بعيدا عن بهرج الاحتفالات الرسمية.
 - كانت المظاهرات فيما سبق لا تدوم لاكثر من وقت الظهر اذ ينفض الجمع نحو اسواق القات وبحثا عن الغداء لكنها مع الفعل الثوري كسرت هذه الصورة النمطية اذ يخرج الشباب في مظاهرات بعد العصر واحيانا ليلا.

بين الثورة والعنف

بالنظر الى اسباب قيام الثورة ومكونات القوى الثورية والوسائل التي تبنتها هذه القوى الثورية اضافة الى الاهداف المعلنة لهذه الثورة فاننا نستطيع القول بان الثورة السلمية التي يتمسك ثوارها بهذا الهدف رغم كل محاولات جرهم الى مربع العنف لا يمكن لها ان تتحول الى عنف او ارهاب. والسبب في نظرنا هو ان شبح الحرب الأهلية بات مستبعدا كليا على الاقل من جهة الطرف الثوري. لا يمكن لثورة تنشد الحياة وتنتهج السلمية ان تنقلب الى فعل مضاد وتنقاد نحو العنف، هذا من ناحية.
كما ان المدة الزمنية التي قطعتها الثورة في سبيل النضج واكتمال التكوين ساهمت في خلق انقسام او فرز اجتماعي عريض لمناصري الثورة ومناهضيها وهنا تشكلت مجموعة تحالفات فوتت الفرصة لاي حرب اهلية ان تنشب وبات من الواضح جدا ان الطرف الوحيد القادر على دفع البلاد الى حرب او دمار هو النظام الحالي فقط. فلقد تخلت معظم الاحلاف التي كانت مع النظام وتساقطت الاوراق التي كان يمسك بها والتي كانت تمثل اسباب بقائه وانظمت الى صف الثورة والتزمت الحياد ونأت بنفسها بعيدا عن القتل والتخريب حتى وجد النظام نفسه محاصراُ واصبح يرتكز على جانب المؤسسة العسكرية التي بقيت في صفه والمؤسسة الامنية. وكانت دائرة العنف من افتتاح النظام نفسه كطريقة للهروب الى الامام لكنها دائرة عنف محدودة يمكن السيطرة عليها ولم يتمكن النظام من كسب هذه المعركة لانها اسأت اليه وكان ضررها عليه اكثر من نفعها خصوصا بعد ان تشكّلت قناعة لدى الكثيرين بان النظام لم يعد يمثل مصدر استقرار او قادرا على تقديم النفع العام.

ربما يكون العنف الدائر هو حلقة من حلقات الثورة السلمية على اعتبار انه حلقة مكملة لا يمكن ان تحل محل السلمية كنهج لتأصل هذا الاخير ولانعدام امكانية الاقتتال لفترة طويلة رغم توافر السلاح ولكن ما دون الدفاع عن النفس فان القتل عمل مجرّم لدى كافة اطياف الشعب فضلا عن غياب الاسباب العقائدية للشروع في حرب مفتوحة بين اليمنيين.

وبينما لا يستطيع آلان جريش التنبوء بمستقبل الثورات العربية فإنه يرفض التشاؤم ازاء مستقبل هذه الثورات بالرغم من المعوقات والتهديدات التي يتنبأ بها المراقبون للاوضاع العربية فان الحشود الجماهيرية تتعاظم وتنتشر في الاقطار ولذا فهو تشاؤم يرتكز على نظرة شاعرية للثورات قصيرة الامد التي لا تعرف الانزياح ولا العودة الى الوراء ولا العنف وهي ثورات لم يعرف لها التاريخ امثلة اذ ان الطابع الخاص لكل الحقب الثورية هو المواجهات والعنف والتردد عندما يسقط نظام بائد ويجاهد نظام جديد على الثبات[29].

نقطة اخرى تنفي امكانية الدخول في حرب اهلية هي اتساع وتشعب شبكة المصالح التي تربط اليمنيين في اطار جغرافيتهم. اذ عملت العشرون سنة الماضية من عمر الوحدة اليمنية على فتح اسواق ومنافع لليمنيين بين المحافظات ولهذا فان الفصل بين ابناء المناطق ليس بهذه السهولة.
                                                                           
اضافة الى حرص الاطراف الاقليمية والدولية على الاستقرار في اليمن لما يمثل من اهمية لاستقرار المنطقة وكذلك تفادي حدوث بؤر نزاعات واضطرابات لها تاثيراتها الاقتصادية العالمية وعلى السياسات الداخلية للقوى الدولية خصوصا ما يتعلق بالانتخابات في هذه البلدان. وعليه فان احتمالية الانزلاق في حرب اهلية تعد ضئيلة في نظرنا لان هناك تجانس نسبي وكبير بين مكونات الثورة كما ان هناك تفهم اقليمي ودولي لضرورة التغيير.


خاتمة
  
في الاخير فان الثورة اليوم بلغت مرحلة نالت فيها شرعية شعبية واثبتت حضورها واحقية وجودها وبدأت تحصد نجاحات متتابعة لكنها لم تصل بعد الى غايتها في تخليص البلاد من النظام السابق وقيام دولة مدنية ديمقراطية فخروج صالح بهذه الطريقة لا يمثل نصرا سياسيا كاملا وان كانت الثورة سببا – مباشرا او غير مباشر - في خروجه كما ان اركان النظام المتصلبة لا تزال تمسك بمفاصل البلاد وهي وان كانت غير قادرة على ان تحكم لكن قدرتها على احداث الضرر كبيرة. فالثورة ما تزال تواجه تحديات كبيرة، علما بان المناخ العام لا يؤيد قيام ثورة كاملة لان القوى المناهضة للثورة سواء المحلية او الخارجية ستعمل على توطيد اركان حكم بلا ثورية لكن الثورة اصيلة وقوتها الدافعة هي الشباب والاجيال القادمة.

كما ان اي خطوة تصالحية لن تكون إنهاءً للثورة بل ابتداءً لها. على ان التهديد الحقيقي للثورة من داخلها يتمثل في توارث اخطاء الماضي وذلك باستمرار منطق العداءات والولاءات واجترار لغة الاقصاء والتهميش والسير بلا برنامج واضح والافتقار لمبادئ صريحة يتم من خلالها تقييم المواقف خصوصا بعد ان تداخلت التحالفات وتشابكت الخصومات وصار الاصدقاء اعداء والاعداء اصدقاء.

ان الحياد عن الثورة وتحجيم هذا الحدث الى ازمة سياسية فقط او مطالب اجتماعية او اقتصادية ناهيك عن الانجرار نحو الحرب يمثل ضربة في مقتل لهذه الثورة. 

كما ان الصراع المحتمل لن يكون بين مكونات اجتماعية مفتوحة وانما بين انصار نظام يرتكز على المؤسسة العسكرية والامنية بدرجة اساسية وبين بقية شرائح وفئات الشعب اليمني. وهذه واحدة من مكاسب الثورة اذ عملت من خلال الامتداد الزمني لها على فرز الانصار من المناهضين للثورة تباعا وبالتالي كانت اهم القوى المؤثرة اجتماعيا وسياسيا في صف الثورة. يقصد من ذلك طرف في الجيش وغالبية القبائل.

درب الديمقراطية في اليمن صار مرسوما لكنه محفوف بالمخاطر وامكانية الانزلاق باعتبار الديمقراطية رهان ثقافي اجتماعي يقود الى تغيير سياسي او عملية متكاملة بين هذه العوامل على ان البعد السياسي يمكن ان يصبح حاملا لبقية الابعاد اذا كانت القوى التي تنفذه متشبعة بالحداثة وتؤمن بالتغيير. إلا ان ما حدث ليس بالامر البسيط فهو خطوة هامة وان كانت قصيرة لكنها وبالنظر الى التعقيدات ووعورة المناخ الذي سارت فيه العملية الديمقراطية في السابق تعد خطوة تقود الى اخرى.


ادت الثورة الى انفسام حاد في المؤسسة العسكرية وومؤسسات الحكومة والسلك الدبلوماسي وهذا يدل على ان النظام لم يتمكن في الفترة الماضية من خلق ولاء تام في هذه المؤسسات بل بقيت عرى التواصل والترابط بين الشعب ومؤسسات الدولة.

كشفت الثورة عن جاهزية القوى السياسية في المعارضة والحاكم نحو ادارة رشيدة للامور وقدرة على الخروج من الازمات، وان كانت جاهزية متدنية في رأينا نظرا لتعقيدات الواقع وهشاشة المؤسسات.




[1] عبد العزيز المقالح. من الانين إلى الثورة. دار العودة. بيروت. ط1 1988. ص 33
[2] يلزمنا ان نتحفظ على مفردة نخب فكرية هنا وربما يذهب قصدنا الى نخب متعلمة وجامعية في الاساس لان هذه الثورة ليست تجسيدا لفكرة ايديولوجية معينة انشأ قوامها النظري مجموعة ما او شخص ما ولكنها ثورة نتيجة لمطالب اقتصادية وسياسية مباشرة.
[3] من مقابلات شخصية مع بعض الشباب.
[4] هشام القروي. ثورة اليمن: استبدال على عبد الله صالح ام استبدال مؤسسات مفوّتة؟ المركز اتلعربي للابحاث ودراسات السياسيات. 02.05.2011
[5] اذ تشير كل البيانات التي تمدنا بها وسائل الاعلام او المنظمات الدولية الى مؤشرات مفزعة في التنمية ( ارتفاع معدلات البطالة الى 50% http://www.aljazeera.net/NR/exeres/7C049051-6586-45C0-AC43-7C3D8AC8133E.htm.
وفي سوء الادارة وتحتل اليمن مرتبة متدنية في موقعها بين الدول فيما يتعلق بالتعليم و الفساد و الاضطرابات كما يظهر في القائمة التي تقدمها بي بي سي عن معظم البلدان العربية http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2011/02/110218_middleeast_countries_protests.shtml
كما ان المعلومات العامة عن اليمن من القتامة بمكان فهي في بعض المصادر: السكان : 24.1 .  نسبة من تقل اعمارهم عن 25 سنة 65% . متوسط اجمالي  الدخل السنوي للفرد:  1118دولارا . مستوى التعليم للسكان:  61%.  مستوى التعليم لمن هم بين 15 -24 سنة: 83%. . معدل الفقر ممن يعيشون على اقل من دولارين في اليوم:  58% .  نسبة المراة من السكان النشطين: 21%  وتاريخ توسيع حقوقها السياسية:  1970. معدل مستخدمي الانترنت لعام 2008 :  1.6% .

[6]طاولة مستديرة حول الربيع العربي ادارها المذيع ومسؤول الشرق الاوسط في احد القنوات الفرنسية تيريه غارسان في نهاية مايو من هذا العام في المدرسة الوطنية للادارة.
[7] جمعة غضب باليمن اليوم. الجزيرة نت. http://www.aljazeera.net/NR/exeres/1416B3C0-2E7A-412B-ACD6-3751FA39020A.htm
[9] قادة بالجيش اليمني ينحازون للثورة. الجزيرة نت. http://www.aljazeera.net/NR/exeres/3E7EB840-DCDF-45D2-BA16-42448765E85D.htm?GoogleStatID=9
[12] صالح يقبل الخطة الخليجية . الجزيرة نت.

[13] www.alkhaleej.ae/.../ffb4ccb5-1e62-460e-b46b-ed06f0d435f5.aspx
[14]  دول الخليج تعلّق المبادرة بعد رفض صالح التوقيع. http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/269896
[15]  دول الخليج تعلق المبادرة اليمنية وتأسف لمحاصرة سفارة الامارات بصنعاء. http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=24485
[16] صالح يعالج بالسعودية وهدنة في اليمن. الجزيرة نت. 
[17] هشام القروي. ثورة اليمن: استبدال على عبد الله صالح ام استبدال مؤسسات مفوّتة؟ المركز العربي للابحاث ودراسات السياسيات. 02.05.2011
[18] على عبد الله صالح أواستراتيجية الفوضى. تحليل بالفرنسية لحبيب سروري وفرانك مارمييه. صحيفة اللوموند 03.يونيو 2011  http://www.lemonde.fr/idees/article/2011/06/03/ali-abdallah-saleh-ou-la-strategie-du-chaos_1531743_3232.html.
[20] انظر الاصول الاجتماعية للديكتاتورية والديمقراطية. بارينجتون مور. ترجمة أحمد محمود. المنظمة العربية للترجمة، بيروت.ط 1. 2008 .
[21] يحيى صالح محسن. خارطة الفساد في اليمن، المرصد اليمني لحقوق الانسان. صنعاء. 2010. ص 82.
[22] على عبد الله صالح أواستراتيجية الفوضى. مرجع سابق
[23] عادل الشرجبي. ازمة التحول الديمقراطي في اليمن. مؤسسة العفيف الثقافية. صنعاء 2006. ص 124 -129
[24] القصر والديوان، الدور السياسي للقبيلة. عادل الشرجبي (وآخرون). المرصد اليمني لحقوق الانسان. صنعاء. 2009.
[25] انظر القصر والديوان. مرجع سابق. 
[27] عبد الله البردوني. الثقافة والثورة في اليمن. 1992. ص 62
[28] عبد الله البردوني. اليمن الجمهوري. ط 6 2008. ص 417
[29] آلان جريش. هل انتهت الثورات العربية. بالفرنسية. من مدونة مجلة لوموند دويبلوماتيك. 13 يونيو 2011.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...