الخميس، 6 مارس 2014

كيف ابكيك يا احمد؟


كيف ابكيك يا احمد؟
ليست لنا نهاية للفاجعة في هذا الوطن المنكوب. ولن يمر اكتوبر دون ألم لا شفاء منه.
اخر الاخبار انك توفيت يا صديقي. انت الذي كنت اخف من الريشة وارق من ملاك.
السماء تتربص بناء وتأخذ اجمل من فينا. ليست عادلة لانها لم تاخذ اولئك الجاثمين على اعمارنا ومستقبلنا لكنها جريئة عليك انت . هل لأنك مجرد من كل عصبية وقوة سوى انسانيتك وقلبك الجميل؟

اي صاعقة هذه وانا اسمع خبر وفاتك بينما لم يخطر على بالي ان الموت قادر على ان يداهم جمال كقلبك.

يصعد احمد الى جوار ربه ليجلس بين القديسين بعد ان قضى في حادث سيارة مروع بين القرية وتعز هو وعبد الله عبد الولي وهو ذاهب الى خطبة حبيبته التي كلمني عنها كثيرا.

يموت احمد وهو مصر على ان يكون وفيا في زمن لا مجال للاوفياء فيه.
يموت احمد قبل ان يصل الى حبيبته.
كلمني احمد عنها كثيرا وكنت ارقب خطوات اكتمال الحلم.
كنت سافرح لك بزواج يليق بقصة حب من الزمن الجميل. قصة حب لا تتسع لها هذه البلاد التي طاردتك حتى لا تحصل على قبلة هانئة ككل عاشق في بلاد الله وتنعم باسرة حرمت منها كثيرا بسبب جفاء الأهل والصحب.
طاردتك لانك حر كالعصفور وعصفور اكثر من الحرية عينها.

يا صديقي لن تجدي هذه الكلمات التي وددت لو انك هنا لتسمعها بنفسك.
ما زلت احتفظ لك باحلام كبيرة ووعود ما اتسع الوقت لنحققها معا.
انت يا احمد. نحيل كساق القمح ومبارك كسنبلته. باسم او ضجر لا يمكن ان تكون الا احمد الذي لا نعرف كيف نعرب له عن حبنا.

كضحية جديدة لهذا الوطن الذي لا قيمة فيه لحياة الفرد يموت احمد سعيد الذي مشى من تعز الى صنعاء على قدميه وبساقيه النحيلتين من اجل كرامة وحياة شعب لا يستحقهما بجدارة.
لقد كنت احد افراد عائلتي. وزوجتي ام إلياس ما فتئت تعاملك كانك ابنها الاكبر وقست عليك باللوم في كل مرة كما تفعل تماما مع الياس. قلت لها هذه الليلة: توفي احمد سعيد. فشهقت : مَن؟ احمد ابني؟

احمد. يا شفيعي عند الملك الاعلى اذ لا اعول على شفيع غيرك لاني لا اضمن ان احدهم جدير بالجنة كما انت. لماذا رحلت وتركتنا في عراء؟ عراء من الصدق والنبل.
اهي انانية مني ان اطرح عليك سؤال كهذا لاني اعلم جيدا انك ستنعم بجنة خلد ونعم قرار بينما نحن ستعذبنا ايامنا القادمة وسننال لعنة الخذلان؟

لا ادري كيف اقص عليك اني شاطرتك احلامك الكبيرة بجيبوتي وما وراءها. او السفر الى كندا ولقاء الله هناك؟
نبرتك الان تسوطني في مؤخرة راسي وصوتك عطش بلا رواء.

احمد! في خزانة الملابس تي شيرت جديد كنت انتظر لقاءك واتحين العودة الى صنعاء لاهديه لك يا صديقي ولم اكن اعلم ان الموت اقرب اليك مني.
غبني على حبيبتك التي رايتها في صنعاء وانتما تبحثان عن زواية تتسع لنبل احلامكم. رايت في عينيها صدق وبراءة تليق بانسانك.

كيف عساها تستقبل خبر وفاتك وهي التي انتظرتك طويلا وقد صدقت؟ كانت تنتظر لتصل اليها كفارس احلام بحصان ابيض بينما ستصل الى السماء بكفن ابيض هذا لو تيسر لك الحصول على كفن.

ستنعيك الجبزية ايام وستنساك بعدها لكن من لأمك في حزنها وفاجعتها بك؟
لا استطيع ان المس لوحة المفاتيح لطالما اغرورقت عيني بالدموع بعد ان ضنت علي بها طويلا. ساذهب لاضع الاولاد ع الفراش واغلق ورائي باب المطبح وابكيك ملئ سماء باريس هذا المساء.
ومع هذا لا عزاء. اذ يغيب علينا الموت اجمل ما انجبت الجبزية. احمد سعيد وعبد الله عبد الولي.
31 اكتوبر 2013 

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...