1 اكتوبر 2013
زارنا اليوم في مكتب العمل رجل طاعن في السن. كان بهندام أصيل بمزاج كلاسيكي. انحنى ظهره من اثقال العمر وتجارب السنين. ابتسامة عريضة وكلمات ود ينطقها بعزيمة وتمكن.
قال: اضطررت الى المجيء مجازفة بعد ان حاولت الاتصال بكم فلم يجبني احد. ما كنت سأسف على عدم الرد فأنا اقدرانشغالاتكم لكني أستمعت الى المجيب الآلي بانتظار الإجابة وقد حز في نفسي ان الانتظار أفسده عدم جودة التسجيل للمقطع الموسيقي الساحر. نعم الاختيار. كانت مقطوعة من معزوفة فيفالدي : الفصول الأربعة وهي من ألذ ما يمكن سماعه من موسيقا لكن جودة الصوت كانت رديئة. انها واجهتكم وواجهتنا فعدلوا الصوت.
وبعد لقاء قصير انصرف.
كان عجوزاً يمانيا من أولئك الذين عاشوا زمنهم لحظة بلحظة. تشبعوا بالوقت واغتنوا معرفة استلهمتها حواسهم على مهل دون تسارع مقيت نعيشه نحن تحت تأثير التقانة الرقمية. بحثت عن المعزوفة فوجدتها على اليوتيوب بزمن يزيد عن أربعين دقيقة.
بالله عليكم من منا يملك الصبر والنفس للاستماع الى هذا الوحي في هذا الزمن الدعي؟