الأحد، 26 سبتمبر 2010

متسع للفرح

عند الساعة الثالثة عصراً، التقيته وصعدت سيارته. رأيتُ في عينيه بريقاً وكان يبدو أكثر أناقة من المعتاد.
التفتَ نحوي وقال:
- ياصديقي، هلّا باركت لي ، فعيد ميلادي اليوم .
ابتتسمتُ له ابتسامة مفلسة من كل معنى. وسافرت بي الافكار على خطوط أخرى.
ثم عاود مناوشتي ببهجته مجدداً.
- عليك أن تُعدَّ لي مفاجأة ما، وأن تشاركني الاحتفال! هيّا بالله عليك، حضر الكاميرا و...و...و....
- كلماته الاخيرة، لم تجد لها مكاناً في أذني التي امتلأت ببعض منها.
شعرت بأسىً كبيراً وحزناً عميقاً تجاهه. له الحق كل الحق أن يحتفل وأن يبتهج، وله الحق أن يطلب مني مشاركته – بحق الصداقة "والعيش والملح" - مناسبته هذه.
لكن لم يعد لدينا متسع للفرح ياصديقي.
وبعد ان غادرنا فقت من غيبوبة البرود واسفت كثيرا على فعلتي هذه
تذكرت انه سبق وان بعث برسالة على هاتفي يذكرني بأن اليوم هو عيد ميلاده.
بعث بها في الصباح ولم استوعبها إلا في المساء .
كم يكفني من الوقت تانيبا للضمير.
لا باس سابعث له على حائط حسابه على الفيس بوك بهذه الرسالة كمن يسقط واجب فرض
"فهد، يا صديقي المتفاني والوجه البشوش!
ألف ألف فرحة لك ياصديقي في هذا اليوم ، وكل يوم واسبوع وشهر وعام وانت الحب والبهجة والسرور.
ولتعذرني على كل الجفاء واللامبالاة التي نلتها مني للتو. صدقني، كنت معك ولم أكن معك.
أنا مخدّر مشلول الاطراف كافة حتى الانسانية منها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...