الخميس، 17 أكتوبر 2019

من اجل العلمانية في بلدي

لفترة وأنا أكتب ضد شيطنة الإصلاح وضد الاخوانفوبيا فيما يشبه دفاعاً عن الإصلاح. حتى غدا البعض ينظر إلي على أني اصلاحي مستتر وبعض الإصلاحيين يسارعون في عمل إعجاب لمنشوراتي والبعض منهم قد يتصورني إصلاحيا مارقا يتقاعس عن اداء الصلوات وقد لا يتوانى عن شراب البيرة أو النبيذ وامتداح الموبقات إلا أن القلب اصلاحي.
وجميعهم لا يعرفني جيدا. 

والحقيقة أني في 2011 كتبت دفاعا مستميتا عن المؤتمر وعارضت بشدة تلك الأصوات التي تنادي خلال الثورة باللاحزبية أو بإقصاء المؤتمر واجتثاثه كما حدث للحزب الحاكم في مصر او تونس. وناديت إلى أن يكون المؤتمر في أية صيغة سياسية قادمة ركنا أساسيا. 

أنا من منطقة ينتشر فيها الاشتراكي كثيراً بين ابنائها وهم لا يدخرون جهدا في الانخراط في العمل السياسي والانتماء لمختلف التيارات. وهناك الآن من يوالون الحوثي في قريتي الصغيرة وهذه حالة صحية بالنسبة لي. 

عشت احداث 94 جيدا وكنت أعي ما بعدها. لقد خرج الاشتراكيون بانكسار كبير وغدت أكبر تهمة هي أن تكون اشتراكياً حتى يباح دمك في أسواء الأحوال أو أن تعيش منبوذا بتهمة الانفصال والرِّدة. 
دفن معظم الاشتراكيين رؤوسهم في الرمال اتقاء تلك الموجة غير المسؤولة. وخسروا الوظائف وأصابهم انكسار نفسي مروع ومنهم من خسر عقله ويقينه. 
كان الإصلاح والمتشددين دينيا اجمالا متصدري ذلك الخطاب وكان حزب صالح منفذ تلك السياسة. 
تراجعت اليمن كثيرا في مسيرتها الديمقراطية وان انتظمت لفترة ما انتخابات لكنها بنتائجها كانت تؤكد النكوص وأكبر دليل على ذلك خارطة التمثيل في البرلمان من حيث الجنسين او نسبة الأكاديميين ورواد الفكر بين أعضاء البرلمان. 

عشرة أعوام من 1994 حتى تفجرت الحروب الصغيرة في البلاد بدء من صعدة نتيجة لتلك السياسات الاقصائية والمتعجرفة. وبعدها بثلاثة أعوام فقط اشتعلت احتجاجات الجنوب على نحو لا رجعة عنه. 
كان العام 2011 موعد انفجار ذلك الدمل الخبيث في الجسد اليمني. 
تحول الدمل الى غرغرينا، الى سرطان يتفشى. 
ما يحدث اليوم هو تهتك مقصود للنسيج الاجتماعي اليمني. 
ولغة التحريض والتخوين وشيطنة الإصلاح باسم الدعشنة هي استمرار لذلك الخطاب العبثي. 
لذا فاني عندما اكتب دفاعا عن الإصلاح هو دفاع عن مستقبل ليس فيه إقصاء وهو قبل هذا دفاع عن حقوق الإصلاحيين في الحياة والحياة السياسية أيضا. وإن كان الإصلاح جلاد الأمس فهو ضحية اليوم. 
لكن شيطنة الإصلاح بتهمة داعش والقاعدة يعني القضاء على السياسية وإخصاء العمل الحزبي. اي التأسيس لديكتاتورية بغيضة وبطبيعة التهمة الدينية فان المنتظر هو كهنوت ديني.
ومهما يكن موقفي من الإصلاح فهذا لا يعني السكوت عم يتعرض له لأن الدور القادم سيكون على بقية الأحزاب وستجرف الحياة السياسية برمتها بينما انا أنشد دولة مدنية ديمقراطية او بصريح العبارة دولة علمانية. 

إن أي تراخٍ في هذه اللحظة وتواطؤ مع آلة القتل - وان كان الوقت قد أزف اذ كان يجب التنبه قبل ان يحل علينا كل هذا الخراب ويأتي علينا عدوان غاشم - بتهمة انها حرب ضد الإصلاح هو تنازل عن حق الحياة واستجابة للخراب ومشاركة في العدوان. 
واذا كان الإصلاح حزبا متطرفا داعما للجهاديين فعلى محكمة دستورية أخذ قرار كهذا وحل الحزب ومحاكمته وتوجيه الدولة لمصادرة امواله وإيقافه عند حده. 
اما إشعال الحروب في شمال وجنوب وشرق وغرب البلاد والتهام الدولة وتلبس مهامها هو عدوان مبين بحق اليمن واليمنيين. 
وليس لنا من علاج ناجع إلا في ارساء المدنية والديمقراطية وتبني نظاما علمانيا يحيّد كل التوجهات الدينية من العمل السياسي ويحفظ الانسان ويعلي من شأن الانتاج.

26 ابريل 2015

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...