الخميس، 17 أكتوبر 2019

فيينا الارجوحة


فيينا المدينة في شقيها أرجوحة تتنقل بين معمارين أحدهما حديث فظ أرعن هو الشق الحديث المحاذي للدانوب وأكثر ما جعله بشعاً هو منظر السكة الحديدية المارة أسفل مبنى الامم المتحدة والآخر هو المدينة القديمة الذي يختلط معمارها بنمط عصر النهضة والقوطي حيث القصور الموشاة بنوافذ ونقوش وبروز تخفف من حدة الوجهات وقدرتها على الادعاء والصرامة. 

تبدو الحياة قسرية الانضباط ويعكس الفن المعماري تأنقا وفنقا ومثابرة. 
حول الأوبرا لا يمكنك إلا أن تتساءل: كيف لمدينة كهذه أن تحتوى على كل هذا الجمال ؟ 
تندهش أكثر حينما تتنقل بين الساحات حيث نصب تذكارية تقف أو تجلس بجمود وأبهة لعباقرة في الفن والفلسفة. 
تخيل ان تجلس عند أقدام غوته. يا لها من سكينة! 
أن تزور هذه المدينة يوماً أو يومين أو أكثر قليلاً فهذا استخفاف تام بالقدر من لَّدُنك. كأن عليك ان تبتهل عندما تطأ قدمك المطار داخلاً: اللهم ثبت اقدامنا! 
في الربيع والصيف تتحول المدينة إلى مسرح مفتوح، إلى منصة اوبرالية فاتنة. 
ستصل قريب الفجر وتأخذك سيارة من المطار إلى مسكنك. لن تتأخر في الوصول فالمسافة ليست بعيدة. تنتظر شروق الشمس وتتطفل على الشارع من النافذة من بين طبقات من الستائر. ثم تهرع مسرع إلى منتصف الشارع. أين أنت تحديداً؟ زماناً ومكاناً؟ 
تقف قزما بين أحجار نرد مزينة عملاقة لامعة تتراص بحذاقة شديدة. أنت في المرحلة الفاصلة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. 
للتبغ والقهوة والشوكولا مذاق اخر ولأجراس الكنائس قرع عميق. يا نداء السماء وزركشة فساتين الأميرات وقبعاتهن! رفقاً! 
قبل هذا، ومرة اخرى، ليست المدينة إلا الصحب.
 21 ابريل 2015


الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...