الخميس، 17 أكتوبر 2019

شيطنة الاطراف. نربح الحرب ونخسر الوطن

جعلنا من طرف يمني ما الشيطان عينه وتواطأنا حينما تركناه فريسة سهلة لقوة غير الدولة. 
عندما اقول نحن فأنا أقصد الجميع، من أعلى هرم في السلطة حتى أبسط شخص.  كنا نتشفى - تحت تأثير أحقادنا الواهمة كثيراً وبدافع موجة إقليمية- بتخلص الحوثي من الإصلاح. كنا نردد وبلا أدنى ضمير أو عقل أن للإصلاح جناح قبلي وعسكري وهذا خطر كبير وكأن الآخرين كانوا رهبانا في التيبت أو جماعة الخضر في أوروبا.  هذه بيئتنا السياسية منذ أن نشأت الدولة القومية الشائهة. حتى الحزب الاشتراكي المشلول كان له جناح عسكري هي دولة الجنوب.  وبدل ان نأخذ بيد الجميع إلى مضمار السياسة حيث جدل الأفكار تركنا الإصلاح والحوثي في حلبة صراع دموي وكأنهم ليسوا يمنيين. وفي استجابة لئيمة إقليمية للتخلص من الاخوان خذلنا يمنيتنا.  حتى أن كبار مثقفينا أخذوا يمتدحون تلك التصفيات وقال أحدهم إنه إن لم يكن للحوثي من حسنة ما فإن أكبر فضائله هي التخلص من الإصلاح وحلفائه في مناطق شمال الشمال.  كنا نُنظّر للخيانة الداخلية ولم نكن نرى أبعد من أنوف أحقادنا وتجاهلنا ثمن حفلة الجنون تلك.  نسينا أننا خطونا ما تبقى من ٢٠١١ و٢٠١٢ و٢٠١٣ بفضل توازن القوى أو توازن الضعف وأن أي اختلال في تلك المعادلة لا يقود إلى تأسيس دولة مواطنة هو انتكاسة وطنية كبرى.  قلنا : المعارك في إب هي ايضا مع الإصلاح وتارة مع القاعدة والدواعش والتكفيريين. المعارك في تعز هي ايضا مع الإصلاح. المعارك في عدن هي أيضا مع الإصلاح والتكفيريين.  لا يمكن نكران البنية الخاصة للإصلاح وهو لا يختلف مع المؤتمر مثلا. لكنه كان حزبا سياسيا وبدأ جناحه السياسي يتقوى أكثر فأكثر. كان الزنداني يتوارى أكثر فأكثر ويركن في قسم التالف.  رقصنا على وقع الحروب التي نالت من الجيش. وقبلها طبعاً كان الإصلاح يشيطِّن طرفاً في الجيش وقد ذاق من نفس الكأس.  المهم تشظى الإصلاح وأكثر طرف تشظى فيه هو التكتل السياسي.  اليوم يتحدث البعض عن خيانة وعملاء.  ما يحدث هو أن كل حلقة تكمل الأخرى. وها هو الزنداني يعود للواجهة ويحيا من جديد. صحيفة الشرق الأوسط تنشر حديثا لعضو في الإصلاح قريب من الزنداني يتهم القيادة السياسية للإصلاح بالتخاذل في مواجهة الحوثي ومنع ٤٠ ألف مقاتل من مواجهة الحوثي ويهددها بالعزل والمحاكمة.  ليست السعودية ترضى عن الإصلاح بوجهه السياسي.  وعموما خسرنا السياسة وربحنا الحرب والدمار. وهناك من لم يفهم الدرس وما يزال يكرر الحرب هي مع الإصلاح والتكفيريين.


21 ابريل 2015

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...