الجمعة، 11 مايو 2012

ازمة هوية واسر للوطن... الجزء والكل

الجزء والكل: ازمة هوية واسر للوطن
9 ابريل

البردوني، في احدى كتاباته معلقا على فشل الديمقراطية في بعض اقطار الوطن العرب ودفاعا عن الحزبية والعمل الحزبي في اليمن الذي كان يجرّم تحت طائلة مقولة "من تحزب خان"، يقول ما معناه ان الاحزاب السياسية اخذت لباس العمل السياسي وهي ذات بعد مذهبي وطائفي. ويؤكد في قراءته للمشهد السياسي في لبنان ان الاساس الذي استندت عليه تلك الاحزاب هو الاقصاء من خلال ادعاء النقاء الوطني فكل حزب يقول هو لبنان وهو جيشها الحر وهو شعبها وهو الوطن اللبناني. بمعنى حصر الهوية الكلية في صيغة معينة ورفض سواها، والحكم عليها بالخيانة والعمالة.
وعليه كيف يمكننا فهم الخطاب الذي توجهه بعض الوسائل الاعلامية والقنوات سواء التابعة للجماعة الحوثية او الحديثة النشأة مثل قناة اليمن اليوم. فقدت افتتحت قناة المسيرة التابعة للجماعة الحوثية عملها بمجموعة اناشيد وطنية لأيوب طارش ولم تنوع من هذه الاغاني وتبث اغان وطنية لفنانين يمنيين غيره رغم انهم كثر. ناهيك عن خطاب هذه الجماعة منذ ان دخلت في العمل الثوري وانخرطت في الساحات كان يدل على حرص في تثوير الثورة ويبث تحذيرات من اختطاف الثورة وسرقتها. وعندما جاءت المبادرة الخليجية بادرت اسماء تنتمي الى هذه الجماعة اليمنية العزيزة الى رفض المبادرة باعتبارها خيانة لدماء شهداء الثورة فكانت هذه الاسماء الحامي الوحيد والوكيل الحصري لدماء الشهداء. واليوم تعمل هذه القنوات على التصدي للاحتلال الامريكي لليمن وتولت مهمة التحذير والاستبسال في الدفاع عن السيادة اليمنية.
برأيي ان هذه الحركة منذ ان وجدت ودخلت في صراع دموي مع السلطة السابقة وخاضت حروبا عديدة راحت فيه انفس غالية من صفوفها ومن صفوف الجيش وابناء القبائل ولم ينته الاقتتال بعد فهو متواصل في محيط محافظة صعدة باتجاه البحر الاحمر، ولا احد يعرف السبب الحقيقي لهذه الحروب وحالة الاقتتال الدائم، وقد كان من المنتظر من المتحدثين باسم هذه الحركة توضيح اسباب الحرب تستند الى رؤية ذات بعد وطني فيكون لهم اصطفاف كبير بين بقية القوى الشعبية والسياسية اليمنية باعتبار ان الحوثيين يخوضون صراعا عادلا مع سلطة غاشمة بسبب موقفهم من قضايا الوطن من حالات الظلم والتعسف وتدني سقف الحريات وشدة الفقر وحالة الفساد.
وقد وجه البعض نقدا لهذه الجماعة وقالوا كنا ننتظر منكم توضيحا لتلك الحروب يدل على انكم مع الجميع وفي قضية واحدة وأنكم، على عكس ما يروج عنكم وعن مشروعكم السلالي الضيق ورغبتكم في استعادة النظام الامامي، تحملون هما بحجم الوطن ولصالح ابناءه كافة.
وعندما لاحت التباشير الاولى للثورة وجد الحوثيون فرصة ليخرجوا من القمقم الذي وضعوا فيه او وضعوا انفسهم فيه، فكانوا اكثر غلوا في الدفاع عن القضايا الوطنية ونقاء الثورة ووتذكيرا بدماء الشهداء تطهرا من غموض الفترة السابقة. ربما كان النقد يأتي من مناطق الجنوب والجنوب الغربي خصوصاً من انباء محافظة تعز. لذا كان الحوثييون يتعاملون مع ابناء تعز بإجلال وكأنهم شباب خلق للثورة فقط باعتبارهم قد تعرضوا للظلم والتعسف لفترات طويلة. وكان ذلك جليا في مسيرة الحياة القادمة راجلة من تعز الى العاصمة صنعاء. فكان حديث بعض المحسوبين على الحوثييون عن ابناء تعز حديث اشفاق اكثر منه حديث ندية. ولكن لماذا يفضل الحوثيين تلميع شخصيات تعزية شابة وطرية وليس لها عهد طويل بالعمل السياسي؟ ولماذا ما يزالون يفضلون الحديث عن دماء الشهداء بينما ضحايا القاعدة في ابين سيتجاوز قريبا عدد شهداء الثورة؟ وماذا عن التجريم الدائم للفرقة واشهار كل خطا يرتكبها افرادها مع افعال الحديث عن عراقيل تنفيذ المبادرة؟ ثم لماذا كل من تعرض لأذى وجد في الاصلاح واعضاءه ضالته؟
فهل يمكننا القول بان الخطاب الحوثي يسقط في نفس زلة الاحزاب اللبنانية؟ او انه بالفعل يرتكب نفس الخطأ الذي لن يخلق سوى حالة اقصاء وإقصاء متبادل فتتعطل الحياة السياسية وتتعثر اعمال الخروج باليمن الى ضفة آمنة بدل من الغرق. .

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...