الجمعة، 11 مايو 2012

من المذكرات الذهنية لصديق

إلى متى يا غدي؟
2 ابريل

غادرتني اليوم وفي نفسي شيء منك. قد لا تتصورين كما اخاف ألا يأتي غدٌ تشرق شمسُه من محيَاك. أنتِ لا تعرفين أني أباغت الوقتَ بأن استدير بالذكرى نحوك، وأدور على الحاضرِ لأرانا بعدَ حين. وحين تغربين محمولة في خمائل عطرك، يترجل الحلم ويعلن أنه هو الآخر سيغادرني. الأمل بعض أوراق خريف يلملمها ريح الشمال العتي. وأنت في جلبابك تجمعين حصاد الانتظار وتكلفتين التوق. بسمة واحدة فقط استرقها من مدخراتي لأتكفن بها في موت مؤقت. بسمة واحدة اغمض عيني على دفئها حتى ابعث من جديد وعلى توقيتك أنتِ. فلا تتخلفي غداً!
البسمة لا تكفي إلا لسويعات ترقب. المطر يسقط كنديفٍ من الحماقات بارد لئيم. البرد يحاصرني ويشدد على احتياجي إليكِ. اختلق لك اعذار الرواح. ربما مريضة. ربما خجلت. ربما ترفق بي حضورها الطاغي. ولكن إلى متى يا غدي؟


******

‎اعتذار
 9 ابريل

الاعتذارات لا تفي بشيء. فالأمطار تصفع قارعة انتظاري الطويلة. وفرط التأدب لا يعني سوى مختالة اصراري.
ليكن!
لن ابرح بابك. ولن اطلبك مظلة تقيني مطر (ميزاب) ممانعتك. لن اطلب شمسية من لفح نهارات اللوعة.
**
اعرف انك تعدين للرحيل بعيداً في الجهات الأربع. البحار التي ستفصلك عني لن تحول دون ان تصلك نداءاتي. سأصرخ ملئ السماء.
القمر.. هو ندك الوحيد. سأبعث إليك برسائلي مع القمر. وحده قادر على مخاطبتك. سأسّر الى الوسادة عن لون الحكايات معك.
**
في غرفتي الصغيرة سأعلق الدمية التي اخبرتني انها كانت رفيقة طفولتك. ستقص علي الكثير في غيابك. وعندما لا يصلني ردك واغضب، سأنتقم منها. سأمزقها. وستنتهي فورة غضبي وسأبكي إليها كطفل مكسور الخاطر وأطلبها العذر والمسامحة. عندها ستكون الطف منك. لأنها على الاقل ستضخك في وجهي يومها.
**
بين غفوة وصحو، الشعراء ايضا يحلمون في هكذا لحظات. عند اذان شافعي أول. وصلتني بعض جدائلك. سأحيك من ظلالها قماشة لأرسم لوحة ينبض عليها قلبي. سأرسم بقعة بيضاء الى المنتصف وطريقاً ببعض منعرجات، وتلال ممراعة. سأرسم كيف تتشاجر العصافير لحظة غروب. وربما أمزق اللوحة.

**************

موسم البذر
15 ابريل

اهٍ ما اصعبها لحظة. وهذه النداءات الداخلية التي تصلني من بئر التناسي. لماذا عدتي الآن؟ لماذا في هذا التوقيت بالتحديد؟
انه موسم البذر كما تقول أمي. وارضي يباب لم تعرف المطر منذ مواسم رحيلك. عصافير الشجن تجوب شعاب القلب تبحث عن حبيبات ذرة حمراء. تبحث حتى عن قش. تنقر اضلاعي، تفتش عنك بين النخاع.
اه كم اتهيب رؤيتك مجدداً. ها أنا كما التقيتك اول مرة. كنت عاجزا عن الحركة. وفقدت القدرة على الكلام كما لواني لم اتكلم من قبل. فقط عيناك كانتا السؤال والجواب.
تركتك يومها وواصلت مشواري الى لست ادري.
في المساء اطفأت الأنوار. اغمضت عيني وأضأت لك شمعت من الداخل لأتأملك في زاوية قصية من مراتع القلب. كم كنت خجولة، ولم تكفي عن الابتسامات والضحك احيانا. قهقهاتك تسابيح اسحاري من يومها.
قمن ابلغك انه موعد فلاحة هذه الرمال العطشى الى توسد الافق.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...