الأربعاء، 22 مايو 2013

أنا ضحية حرب وبحاجة إلى مساعدة

أنا ضحية حرب وبحاجة إلى مساعدة
لم اعد احتمل كتمان هذا الأمر. وكم يلزمني ان أتحلى بشجاعة كبيرة لأقول جهارا أني ضحية حرب واني بحاجة إلى مساعدة نفسية على وجه التحديد.
تتملكني نوبة هلع جارفة وقلق حاد ويغشوني خوف وتوتر. أنها حالة تتعاظم يوما بعد آخر ولم أتمكن من كبح هذه الاحاسيس والتغلب عليها. سيما منذ عامين وأكثر والأخبار التي تأتيني تفت من عضدي وتهز قواي النفسية.
كل شيء حولي يبث الرعب، ويزرع الخوف ويفخخ الطمأنينة وينال من السكينة النفسية.
لقد تعرضت لحوادث مرعبة عديدة على مدار السنتين الماضيتين. لقد تعرضت لتهديد بالسلاح الناري عندما كنت برفقة صديق لي على سيارته وكنا نسير ببطء لكن أفرادا عسكريون توقفوا الى جوارنا فجأة وفتحوا أمان بنادقهم ووجهوها صوبنا وهم يعوون ثم غادرونا ودخلوا منزل صالح في حدة خلف الكميم. ووجدتني وحيدا مفجوعاً ارتجف في ساحة معركة بين طرفين غاشمين في الحصبة حيث الفاصل بين قوات الداخلية وكتائب الأحمر بينما كنت ذاهب لاستكمال معاملة زواج لصديقي.
كما ارغمت في ليلة حالكة على ان اسلك سيرا على الاقدام طريقا غير قصير هو في الأصل موقع لقنص الابرياء في شارع هايل ووصلت البيت وانا تحسس صدري وظهري خشية ام يكون فيهما ثقب غادر.
كما هي المرات التي استيقظت فيها من النوم مفزوعا ذات مساء اثر دوي الطلاقات والمدافع والمتفجرات. ألملم افراد عائلتي الصغيرة وادعي الجلد والتماسك امام طفلي وزوجتي. وابحث عن شربة ماء ابلل بها حلقي الناشف.
ويوما ما فاجئتني سماء صنعاء اذ كانت تحترق او تبتهج لظهور الرئيس صالح على التلفاز. جار لم يكتفي برصاص البندقية بل استعمل رشاش اكبر هز اركان البيت وأضلعي المرتجفة.
وبينما كنت استقل دراجة نارية مرت بقرب منزل حسن الشاطر حيث كانت حراسته المدججة تقطع الشارع صوب احد الافراد فوهة بندقيته صوبنا وعينه ترمي بشرر. ثم ابتسم ابتسامة بلهاء بينما اصفررت أنا من الخوف.
لست وحدي على هذه الحال. لدي طفلان صارا يعانيان من التبول اللااردي ويصرخان في منامهما من ليلة لأخرى. احدهما فز من نومه قرب الفجر والتمس أمه يقول لها : أنا مفجوع.
هذه ليست بطولات أو مآثر التي احكيها هنا، انها فقط تعبير عن هشاشة إنسانية أظنها مشروعة لضعيف يعيش في مدينة التوحش والخوف. اعرف ان شبابا في سني واصغر واكبر بذلوا ارواحهم واعرف آخرين واجهوا الموت في أكثر من ناصية شارع على الدائري وهايل وما حول الستين وفي مدن أخرى يمنية كثيرة.
أصدقاء لي قضوا ولم اجد لهم اثر وآخرون ترافقهم عكائزهم المعدنية.
حتى اللحظة لا اجد الأمان في قلب العاصمة. حادث قتل شابين جنوبيين في شارع الخمسين جعلني اشعر بعمق الهول والهلع على حياتي حيث لا أمان وحيث أمثالي من غير المسلحين يلقون حتفهم مجانا وبوفرة لأنهم لا يستقوون بقبيلة أو حراسة أو سلاح.
لقد صرت اخشى الذهاب الى سوق القات المجاورة حيث التقي كل يوم بسيارات تهدي الموت مجاناً. مرافقون لمشائخ يتقافزون من سيارات الصحراء كالذئاب يزاحمون مثلي ببنادقهم الناتئة بكل عنجهية.
لقد قضيت اكثر من عامين ساطتني فيها وسائل الاعلام المقروءة والمرئية كل ألوان الترويع. لم ار في حياتي مشاهد موت وقتل كتلك التي شاهدتها على قناة اليمن اليوم تحديدا عقب كل عملية تفجير آثمة.
هذه شهادتي ادلي بها هنا كمواطن لا يستطيع مهادنة الخوف ولا يجامل الغرور والعنجهية والبلطجة.
فأنا ضحية لمشاريع عدمية وزعماء عصابات بلا حس وطني ووسائل اعلام غير مهنية وبلا محددات لأخلاق المهنة. انا ضحية لخياراتي المسالمة ضحية لاني لا اريد العودة إلى جلباب القبلية المسلحة و التخندق وراء الأوهام المقدسة. ضحية لإيماني بأن النضال السلمي أسمى من القتل والدماء وان مكافحة الفساد في مقر عملي فعل ثوري عميق وان رفضي للرشاوى أقدس من حملي بندقية في وجه جندي مغرر به.
18 مايو 2013

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...