الأحد، 11 مارس 2018

خدعة

آه كيف تضيق الخيارات ولم يعد من الممكن ان يتحدث أحدنا عن قضاياه البسيطة. عربيا صار داعش هو الشغل الشاغل ويمنيا احتل الحوثي مكانة ومكانا أكبر مما ينبغي وأصاب العقول والحياة العامة بشلل. 
لدي انشغالات بسيطة وأريد الحديث عنها. اعرف أنكم لن تهتموا لشأنها. تبا لكم. فأنا سأحيكها. هذا لأني اريد ان اهتم بأشيائي الصغيرة وان اجد الوقت والمناسبة للحديث عنها. 
مثلا صار صغيري الياس مؤخراً يرغب في تربية كلب في البيت. وصارحني قبل ايام وأعربت له عن ارتياحي للفكرة لولا علمي اليقين أن أمه لن ترضى فهي لا تحب الكلاب. هي تخافهم وأظنها لا تحب الحوثي أيضا. حاول صغيري المساومة مشددا على ان الكلب سيكون صغير الحجم. لكني قلت له ان تربية كلب تعني الاعتناء به ورعايته واطعامه وفي هذا كلفة في المعيشة. فقال لي مستفسراً : الكلب كالطفل؟ 
ثمة نقطة أخرى وهي انه صار لدي صابون سائل برائحة الخزامى. أحب هذه الرائحة وأحب لون الصابون الليلكي القريب من أزهار الخزامى ذات الشكل القمعي. 
في الحياة ملذات بسيطة وغير مكلفة. هل تدرون بهذه؟ 
اما اهم ما اريد قوله وهو مزاجي في تناول قهوة الصباح. اريد ان أتناولها في ظل ضجيج غير مفهوم. ولا احب شربها في البيت. لذا فقد وجدت مقهى قريب العمل يرتاده برتغال وإسبان في الغالب. وهناك يكون للقهوة مذاق اخر وسحر كبير. يتماهى المذاق مع أضواء المكان حيث يتسرب شعاع الشمس كخيط فضي من الحرير وعلى إيقاع نبرات لغة الاسبان التي تجردها نظرات النادلة الناضجة كلما ابتسمت لتوشي عن بارحتها العاصفة. 
استيقظت هذا الصباح ووجدت ملاءة الصغار قد غدت لوحة بديعة. كان أصغر الأشقياء قد بلغ علبة ألوان اخوته وصنع منها هذه البهجة. 
لا تقاطعوني! 
دعوني اكمل! 
تبا ! 
انتم من سيندم يا من يحشو أيامه ببؤس القتل وأخبار الدماء وآمال لقاء الحوريات. ستعرفون ان الحياة برمتها خدعة. وان كل شيء خدعة. وقد لا تعرفون.


الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...