الأحد، 11 مارس 2018

الليل أنثى




بودي الحديث عن ليل هذه المدينة المختلف. المختلف أساسا عن الليالي التي عرفتها وخبرتها في مدينة كصنعاء. شهدتها لسنوات طويلة حتى كادت تبدو هذه السنين من كثر طولها لكأنها الأزل دون نقصان. انا هنا لا أخشى حلول الليل أو انسكاب الظلام في هذا المدينة رغم التصاق سكني بغابة مترامية الأطراف كطمع راعي أغنام في الكلاء. في صنعاء كان الليل عجيبا ومصدرا للقلق الكبير والمفتوح. تبدو صنعاء ساعة الغروب كفكي حوت أزرق في قفزته ليتنفس. ليل عجيب حيث ينطفئ النهار بلا سابق إنذار ويختفي قرص الشمس كلص محترف في منعطفات أزقة ضيقة. في صنعاء يحل الظلام فجأة كما لو أن الشمس مصباح زجاجي هش وبالٍ قذفه صبي مشاكس بحجر فتكسر لينسدل الليل ستارة ثقيلة مترعة بالغبار وخيوط العنكبوت. في صنعاء يأتي الليل مبشراً بأضواء صفراء فيها فظاظة وجحود. في الحقيقة، يعيد الليل ذكرى موعد العودة إلى البيت وهي عودة محمولة على أكف التوسلات لكل طفل تأخر في لعب كرة القدم في شعاب القرية ويتمنى لو أن شيئا ما أو أن أحدهم قد شاغل أباه كي لا ينتظره في ركن الدار وهو يحمل عصا نحيلة خضراء أو من الخيزران المتغنج. ها انا أتحدث عن ليل صنعاء وليس ليلي انا هنا. ثمة ما يعاندني الآن. على الأقل بطارية الهاتف التي تنذر بالنفاد. هل يكفي ان أعيش الليل هنا. انا لا اعيشه. انا أعب من الآمال والمنى واغترف من احلام ليالي الخريف حيث يبدأ شفق أرجواني سليب. يبدأ الليل في أيلول كدروس أولية في الغزل والجاذبية. الليل في الفرنسية كلمة مؤنثة وهذا يكفي.


الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...