الأحد، 11 مارس 2018

شغف جديد



بعد ان استيقظت من النوم بقليل تساءلت فيما لو كان من الممكن أن يملأ الواحد منها حياته بشغف جديد. تمضي الأيام رتيبة ويقنع الواحد منا بتفاصيل صغيرة تؤثث يومه دون أي شغف. اريد ان يكون لي هووس ما؛ في ملابسي من حيث الالوان مثلا. أو في الساعات أو في الأحذية. جمع خواتم براقة من العقيق أو الخزف. شيء ما جديد يشعرني بأني ارتبط إلى عالم صغير من اللامعقول هو هوية منفردة دون الذوبان في الخيارات العامة المجحفة التي تهجم علينا كجحافل مغولية دون هوادة ونجدنا بعدها بسنوات مروضين قانعين ننقاد دون أدنى استفسار. ربما رغبة في التمرد وحياة يعيشها الكثيرون في سن السابعة عشرة او الثامن عشرة. هذا الجنون الإضافي والجموح اللين.
لكن نظرتي في الصباح إلى الجريدة دفعتني إلى تغيير لون هذا الشغف المشتهى اذ وقع نظري على صور لحصان فاتن. أغبر لامع واقدام موشاة بالابيض مع حدوات صغيرة داكنة.
مرات قليلة هي التي وجدتني فيها المس جسد حصان دافئ ناعم. علاقتي بالأحصنة محدودة واستغرب بشدة من ولع المقامرين في المقاهي وهم يتتبعون حركة الأحصنة المتسابقة من اجل كسب رهان. وجدتهم وقد طوروا لديهم فراسة كبيرة وحقل دلالي كامل للتعامل مع الأحصنة التي يرونها كتربية أبناء يكابد الواحد من أجلهم ثم يخذلونه في المنعطف الأخير.
نعم. لماذا لا يتملكني شغف بالأحصنة؟
هكذا خطر السؤال في بالي. كان حصانا أنيقا يرقص بخيلاء وتفان. كيف للحصان ان يتقمص روح وعزيمة من يعتليه ويمتثل للرغبة في الفوز ويحرن او يمرض بسبب الخذلان أو عقوق الحواجز؟
هووس كهذا يحتاج إلى رأس مال كبير من العزيمة والمثابرة. لا يحتاج إلى تراخ أو وهن وإلا سيغدو نزوة عابرة لا تمنح ادني شعور بمقاومة تقدّم الأيام وصروفها. يجد الواحد منا لذة في قهر الأيام وطيها. يشعر بفرحة غامضة لمجرد ان عمره امتد قليلا كما لو انه فارس مقاتل في الجبهة أخطأته السهام وتفادته الرماح. يضحك بغرور وتفنق. هاعا هاعا هاع. لقد نجوت.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...