الأربعاء، 1 فبراير 2012

أصحاب السعادة... "ليس الماء وحده جواباً عن العطش".

أصحاب السعادة... "ليس الماء وحده جواباً عن العطش".

قبل أيام قليلة كتبت بوستاً اطلب فيه من الآخرين المشاركة في توجيه همسة في آذان أصحاب السعادة الأخوة السفراء في الداخل والخارج. ولكن في الداخل على وجه الخصوص.
طرح بعض الزملاء بعض ما يريدون كرسالة إلى اصحاب السعادة. ولم اجد الوقت حينها للكتابة عن هذا الموضوع. وربما ما دفعني إلى الرغبة في توجيه همسة مشتركة اليهم هو موقفهم مما يحدث في الوزارة في الآونة الأخيرة وطريقتهم في التعامل مع قضايا الموظفين وقضاياهم. اقصد صمتهم وسلبيتهم وانعزالهم عن الجميع، إلا القليل بالطبع، ولكن حالة التربص التي اتخذوها لقطف ثمار هذه المرحلة دون المشاركة في زرعها وإثمارها. لقد وضعوا أنفسهم على مسافة من الموظفين ومن قيادة الوزارة هي بصمته اقرب إلى القيادة من الموظفين. وهذا في مرحلة ثانية بعد أن جرب البعض منهم ممارسة دور الزاجر الوصي ولسان حال قيادة الوزارة [ولكن النسخة العسكرتارية]. كالوا علينا أرطالا من النصائح والتهديدات أو التهديدات بالنصيحة. مارسوا علينا وصاية كاملة على أكثر من صعيد؛ أخلاقي، قانوني، هيراركي. سمحوا لأنفسهم أن يصفونا بالمتهورين المتحزبين الحاقدين طويلي الألسن. بصفاتهم الإدارية في هرم الوزارة وبحكم أعمارهم وبيض شعر رؤوسهم وأحيانا كثيرة أحجام أبدانهم والملابس الأنيقة، امسكوا بزمام القرار وتفردوا بالحكم على تصرفاتنا وسلوكياتنا. ثم ما لبثوا أن صمتوا ينتهزون فرصة سانحة لشرب شاي ساخن في برد الهوان كنا نحن وقوده.
للأسف لم يسالوا أنفسهم عن الهوان المفروض على الجميع. لم ينظروا إلى أنفسهم في مرآة أعمالهم مرة واحدة. فقط اكتفوا بألقاب وبعض مؤن ونسوا أدوارهم الحقيقية. مسألة التعيينات والهيراركية العسكرتارية وثقافة المدير والغفير كانت كفيلة لترويض جماح أنفتهم.
توهموا أنهم يعملون في سلك دبلوماسي له خصوصياته وتعايشوا مع ديكتاتورية القانون واللوائح واقتران السلك الدبلوماسي بالعسكرية ومزاج الأعلى جداً فتماهوا مع هذا الوهم وبدأوا بممارسته. ليس لهم من الكادر الدبلوماسي سوى الاسم. فسي أعمارهم هذه نفهم جيدا أنهم قدموا من ثقافة الشمولية وانتظموا لقانون من حقبة الثمانينيات. حيث الأنا الأعلى ولا شيء آخر سواها وظلوا ينتظرون بلوغهم لحظة الأنا الأعلى.

جل السفارراء وما دونهم من المراتب العليا تعيينوا مرات عديدة في الخارج لذا يرتكنون على مدخرات سابقة "ورزق سهل" فلا ينظرون إلى من هم اقل مرتبة منهم ومن لم يتعيين بعد ومن يطحنه راتب كذوب. معظم هم على كل      

على كلً لا توجد بعد ثمار لتقطف او فضلة في القدح لرشف سوى ان ثقافة الوصاية انقشعت وان التراتبة العسكرتارية دفنت حية. وكان من قصور تصورهم لما يحدث ان انتقل صراع الاجيال والثقافات وطرق التفكير ونمط الحياة من المستويات السياسية الى الاجتماعية الى علاقات العمل وفي الطريق إلى المدرسة والأسرة.


ولهذا ربحنا نحن اذ خرجنا من قمقم الصمت والمذلة والعبودية إلى ميزان الإنصاف. كنا نريدهم أن يكونوا طرفاً في التغيير والإصلاح ما لم فلن يجدون أنفسهم سوى موضوع للتغير والإصلاح.
هل يتصورون ان العلاقة الاستعلائية غير المبررة والقائمة على الاستغلال ونهب الحق ستستمر حتى بين الموظف والسفير؟ وان هذا الأخير سيظل ينفرد بموظفيه في البعثة ومنفلتا من أي عقوبة أو رادع؟ هل يتوقعون أن القوانين ستظل بلا حراك أو تبديل تؤسس للظلم ما رغب البعض؟   
واهمون جداً.
أدونيس يقول: "ليس الماء وحده جواباً عن العطش". فهل يظنون ان مطالبنا ستنتهي عند تحسين الراتب وتبكير موعد التعيين؟ كلا نريد حقوقا تقوم على الحرية لأن الحرية تمكين. تمكين نسعى إليه لأننا نصف الحاضر وكل المستقبل. والتمكين لا يكون معطىً جاهزاً. لقد بدأنا في دفع الكلفة. فدعونا نكمل مشوارنا برفقتكم او بدونكم. هذا خياركم. مرحبا بكم ولكن خلا انتهازية بعضكم.

احترم جدا القليلين من السفراء وما دونهم من المراتب العليا على مواقفهم ونصرتهم للآخرين بالكلمة بالمشورة بالفعل. هؤلاء فقط يؤثثون لهم مكانا رفيعا في ذاكرة الآخرين ويحجزون لا،فسهم مقعدا أمامياً في التقدير.

واعرف ان البعض يجد في أفعالنا شططاً لأنه ينظر إليها من مسافة المحصن. لكن اكثرهم ثقافته وتنشئته لا تمكنه من التفاعل معنا لأننا نعمل بأدوات وطرق تفكير مختلفة. كثيرين منهم غادروا الفيس بوك لأنهم لم يتمكنوا من مجاراة عدد التحديثات وكمية النشر. البعض منهم اعلن صراحة انه لم يجد أي فائدة في هذه الشبكة الاجتماعية. وأكثرهم لا يؤمن بجدوى الممارسات الاحتجاجية المشروعة. قد لا يدركون شرعية ما نفعل. وقد لا يستطيعون استعمال أدواتنا أو التفكير بنفس طرقنا. نهلوا من ثقافة تلقينية ونهلنا (نسبياً) من الوسائط الحديثة.
إذن ما دمتم غير قادرين على تقديم النفع لنا، فلا تلحقوا بنا [وبأنفسكم] ضررا.

ندعوكم أن تقفوا مع مصالحكم وأن تنتصروا لأنفسكم ولو لمرة واحد بالنسبة للبعض منكم. ونعلم علم اليقين أن البعض منكم هرم انتظارا لمثل هذه اللحظة التاريخية. لا تراخ ولا تهاون. حيااااا على خير العمل.

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية

الحب بين علم الاعصاب والعلوم الإنسانية (مقال مترجم من الفرنسية) ترجمة مصطفى ناجي الجبزي افتتح في شهر أكتوبر من العام المنصرم معرض استث...